للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن عجب لم أقضه منه أنه ... توهَّمني في العلم سامي المراتب

أغرك أني قد ذكرت وإنما ... ذكرت لأني من جبال المغارب

وقد عدمت فيه البصائر والنهى ... فطِبْت بذكرى موت كل الأطايب

ولو عدمت وُرق الحمائم لم يكن ... بمستبعد تشبيهنا بالنواعب

وألبست تأليفي ((العواصم)) بالثنا ... جميلاً أطاب الشكر من آل طالب

وما فيه من حسن سوى أنه شجا ... روافض صحب المصطفى والنواصب

وما كان تأليفي له عن تضلّع ... من العلم يشفي الصدر من كل طالب

ولكنني والحمد لله منصف ... أذبّ بجهدي عن صحاح مذاهبي

فلا تتوهمني بعلم محققاً ... فإنك ما جربت كلّ التجارب

توهّمت يا ذا (١) بالتخيل حينما ... دجا الليل وامتدت ذيول الغياهبِ

رويداً خليلي لا يغرك إنما ... رأيت التي تدعى بنار الحباحِبِ

وما كلّ نارٍ نار موسى لمهتد ... ولا كل برق في الثقال الهواضب

نصحتك لا أني تواضعت فانتفع ... بنصحي فما أرضى خِداعاً لصاحب

ولا زلت يا خير الأفاضل باقياً ... رضيع لبان للعلا والمناقب (٢)

وأثنى عليه العلاّمة إسحاق بن يوسف بن المتوكل (٣) , فقال في آخر ((الروض الباسم)) من نسخته: ((انتهى ما أردت من مطالعة هذا


(١) في نسخة ((نارة))
(٢) هذا النقل برمته موجود في آخر نسخة (ي) من ((الروض)) بقلم الناسخ نفسه (ق/٨٨ب-٨٩أ).
(٣) ترجمته في ((البدر الطالع)) (١/ ١٣٥) , و ((هجر العلم)) (ص/١٤٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>