للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هما حجّة الإسلام لا ما يطيش من ... دماغ ألدّ في الخصام مجادل

ولولاهما كان ابن سينا منزّلاً ... من العلم في أعلى بروج المنازل

وكان ابن مسعود وأعلام عصره ... من الصّحب في مهوّى من الجهل نازل

فلا تقتدوا إلا بهم وتيمّموا ... لهم منهجاً كالقدح ليس بمائل

ألم تر أنّ المصطفى يوم جاءه الـ ... ـوليد بقول الأحوذيّ المجادل (١)

تجنّب منهاج المرا وتلا له ... من السّجدة الآيات ذات الفواصل

ولم يجعل القرآن غير مصدّق ... إذا لم تقدمه دروس الأوائل

كذا فعل الطّيّار يوم خطابه ... لأصحمة بين الخصوم المقاول

تلا لهم آي الكتاب فأيقنوا ... بها بشهادات الدّموع الهواطل

إلى ذاك صار الأذكياء من الورى ... وعادوا إليه بعد بُعد المراحل

أبو حامد وابن الخطيب وهكذا الـ ... إمام الجوينيّ الذي لم يماثل

كذا ابن عقيل وهو أبرع عاقل ... غدا وهو معقول كبعض العقائل

فلا تسبحوا في لجّة البحر وابعدوا ... عن الخوض فيه واكتفوا بالسّواحل

فإن لم يكن بدّ من الخوض فاجعلوا ... مواردكم مستعذبات المناهل

عليكم بقول المصطفى فهو عصمة ... وما عاقل (٢) , عمّا يقول بعادل


(١) في هامش (أ) و (ي) ما نصّه:
((في هذا البيت إشارة إلى كلام الوليد بن المغيرة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين عرض عليه المال والرياسة, ويترك دعوى النبوة, فلم يجب عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بتلاوة آية السجدة, وعلى هذا كان أصحابه الراشدين -رضي الله عنهم- تمت)) للعلامة محمد بن عبد الملك الآنسي.
(٢) في (أ): ((عادل))!.
كتب في آخر نسخة (أ) ما صورته: ((انتهى تحصيل هذا الكتاب بعون الملك الوهّاب ولطفه ومنّه, فله الحمد كثيراً بكرة وأصيلاً, والحمد لله =