للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها:

قال عبد الله: «وجدت في كتاب أبي قال: قيل لصفوان بن عيسى: من حدثك؟ قال: الحارث بن عبد الرحمن، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال: الحمد لله، بإذن الله له، فقال له ربه جل وعز: رحمك ربك يا آدم. قال أبي: خالفه الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن عبد الله بن سلام». (١)

ذكر النسائي الروايتين (٢) وقال عن رواية الليث: وهذا هو الصواب، والآخر خطأ اهـ.

وصفوان بن عيسى وثقه ابن سعد (٣)، وقال فيه أبو حاتم: صالح (٤). وفي ذكر الإمام أحمد لمخالفة الليث له إشارة إلى أنها أصح، وذلك لأن صفوان روى الحديث على الجادة المعروفة: سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وكون الليث يرويه عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام يدل على ضبطه، إذا كيف يقع على عبد الله بن سلام بهذا الإسناد لولا أنه حفظه وضبطه؟

٦. معرفة الملابَسات المتعلقة بمجالس التحمّل والأداء

وهذا أيضاً من القرائن التي يهتدى بها إلى معرفة الأخطاء الواقعة في أحاديث الثقات.

فمن أمثلة ذلك فيما يتعلق بمجلس التحمل ما سبق لجرير بن حازم في روايته لحديث أبي قتادة: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أُقيمت الصلاةُ فلا تقوموا


(١) المصدر نفسه (٣/ ٣٧٢ رقم ٥٦٣٢).
(٢) السنن الكبرى (٦/ ٦٣ ح ١٠٠٤٦، ١٠٠٤٧). وأخرجه أيضاً الترمذي (٥/ ٤٥٣ ح ٣٣٦٨)، والبيهقي (السنن الكبرى ١٠/ ١٤٧).
(٣) الطبقات الكبرى (٧/ ٢٩٤).
(٤) الجرح والتعديل (٤/ ٤٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>