للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النوع الأول من القلب: إبدال صحابي بأخر]

وصورة هذا النوع من القلب أن يكون الحديث معروفاً من حديث صحابي معيّنٍ، فيجعله الراوي الذي وقع منه القلبُ من حديث صحابيّ آخر، وهذا في الحقيقة من نوع إبدال راوٍ بآخر، لكن خصص بالذكر لكون القلب وقع في طبقة الصحابة، لأن ذلك يؤدي إلى عدّ الحديث الواحد حديثين أو أكثر، فيظن أحدها شاهداً للآخر والواقع خلافه.

فمن أمثلة ذلك:

قال أبو داود: «سمعت أحمد سُئل عن حديث أبي مَعشَر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عثمان، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من استطاع منكم الباءة فليتزوج»، قال: ما أُراه إلا وهمٌ من أبي معشر، يعني: عن عثمان وهمٌ؛ إنما هو عن إبراهيم عن عقلمة، عن عبد الله أنه قال لعثمان: قال لنا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-). (١)

في هذا السؤال ذكر الإمام أحمد أن أبا معشر وهو زياد بن كُليب (٢) وهم في روايته حيث إنه روى الحديث عن إبراهيم، عن علقمة، عن عثمان (٣)، فأبدل عبد الله بن مسعود بعثمان، وهذا نوع من القلب. ووجه ذلك أن الحديث رواه


(١) مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود (ص ٤٣٦ رقم ٢٠٠٦).
(٢) وثقه النسائي، والعجلي، وابن حجر. وقال الذهبي: حافظ متقن. وقال أبو حاتم: صالح، من قدماء أصحاب إبراهيم، ليس بالمتين في حفظه، وهو أحب إلي من حماد بن أبي سليمان.
انظر: سنن النسائي (٤/ ١٧١)؛ تهذيب الكمال (٩/ ٥٠٦)، الكاشف (١٧٠٥)، تقريب التهذيب (٢١٠٨).
(٣) أخرجه النسائي (السنن ٤/ ١٧١ ح ٢٢٤٢؛ ٦/ ٥٦ ح ٣٢٠٦)، وأحمد (المسند ١/ ٤٧٠ ح ٤١١)، والشاشي (مسنده ١/ ٣٩٩ ح ٣٦١)، وأبو يعلى (مسنده ٩/ ١٢٢ ح ٥١١٠)، والبزار (مسنده ٢/ ٥٨ ح ٤٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>