١) استقل هذا الكتاب بمادة نقدية من أقوال الإمام أحمد متمثلة في ٢٦٢ قول في نقد الرجال، وهي على ضربين: الضرب الأول منها ١٦٧ لم تنقل من هذا المصدر، وإن جاءت نحوها في غيره. والضرب الثاني: أقوال له في بعض الرواة لم يُرو عنه في أولئك الرواة غيرها، ثم أقوال له في بعض الرواة لم تنقل في كتب التراجم الأخرى، وإنما انفرد بذكرها هذا السفر العظيم وتمثل ٩٤ قولا.
[قيمته العلمية]
يستمد هذا السفر العظيم قيمته العلمية من عظيم مكانة الإمامين: أبي داود التلميذ وأحمد بن حنبل الشيخ وتضلعهما في هذا الشأن، وتقدمها في معرفة الجرح والتعديل والسبر لأحوال رواة الأخبار ما يجعل المادة العلمية التي يعرضها هذا الكتاب غاية في الدقة والإتقان.
كما تتضح هذه القيمة من اعتماد عديد من الأئمة النقاد على هذا الكتاب في مصنفاتهم في هذا الشأن، من هولاء:
١) الإمام أبو جعفر محمد بن عمر بن موسى العقيلي ت ٣٢٢ هـ في كتابه "الضعفاء".
٢) الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي ت ٤٦٣ هـ في كتابه "تاريخ بغداد".
٣) الحافظ عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني ت ٥٦٢ هـ في كتابه "الأنساب".
وكذا اعتمده كثير من النقاد المتأخرين كأمثال أبي الحجاج المزي ت ٧٤٢ هـ في كتابه "تهذيب الكمال"، والحافظ شمس الذهبي ت ٧٤٨ هـ في كتبه العديدة