للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحداً روى عن سَلْم بن أبي الذيال إلا المعتمر، وسلم ثقة" (١).

وإنما وثقه مع تفرد معتمر بن سليمان بالرواية عنه لأن أحاديثه مستقيمة، فدل ذلك على أنه معروف بطلب العلم حيث روى ما يُقارب حديث الثقات. قال أبو داود: "سمعت أحمد ذكر سَلْم فقال: حديثه مقارب" (٢).

وقال عباس الدوري: "قال أحمد بن حنبل: سلم بن أبي الذيّال أحاديثه متقاربة، لم يرو عنه غير معتمر" (٣).

[٤. تقدم طبقة الراوي إذا كان حديثه غير منكر.]

يدل على هذا موقف الإمام أحمد من عمرو بن راشد الأشجعي، فإنه روى حديث وابِصة بن معبَد أن رجلاً صلى خلف الصف وحده فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة (٤)، فقال الإمام أحمد: حديث وابصة حديث حسن (٥)، وقال: عمرو ابن راشد معروف (٦). وإنما روى عن عمرو بن راشد هذا هلال بن يَساف، ونسير ابن دغلوق (٧). وهلال بن يَساف من التابعين، وقد أدرك علي بن أبي طالب (٨)، فدل على أن عمرو بن راشد متقدم في طبقته، ويكون من طبقة كبار التابعين، وقد روى عن عمر وعلي. وهذا الحديث الذي رواه قد قال فيه أحمد: "لا أعرف


(١) مسائل الإمام أحمد ـ برواية ابن هانئ ٢/ ٢٤٧ رقم ٢٣٨١.
(٢) سؤالات أبي دواد للإمام أحمد ص ٣٣٦ رقم ٤٩٣.
(٣) الجرح والتعديل ٤/ ٢٦٥.
(٤) خرجه أبو داود السنن ح ٦٨٢، والترمذي الجامع ح ٢٣١، وأحمد المسند ٢٩/ ٥٢٤ ح ١٨٠٠٠، والطحاوي شرح معاني الآثار ١/ ٣٩٣، وابن حبان الإحسان ٥/ ٥٧٥ ح ٢١٩٨، والبيهقي السنن الكبرى ٣/ ١٠٤ وغيرهم.
(٥) تنقيح التحقيق ٢/ ٣٣.
(٦) فتح الباري لابن رجب ٥/ ٢٤.
(٧) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ٢/ ٨ رقم ١٣٦٩، تهذيب الكمال ٢٢/ ١٧.
(٨) تهذيب الكمال ٣٠/ ٣٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>