للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد الحديث من طريق عبد الرزاق رواه على الوجه كما هو في أصل عبد الرزاق، لأنه كان لا يأخذ عنه إلا ما كان في أصل كتابه، فهذا يمثل ما كان عليه عبد الرزاق من الوقوع في الوهم إذا حدث من حفظه.

وهذا الحديث رواه أهل الشام من طرق أخرى، وقال الحافظ ابن حجر عن طرق هذا الحديث: كلها لا تخلو من ضعف واضطراب (١).

[٤. عبد العزيز بن محمد الدراوردي]

قال أبو طالب: "سئل أحمد بن حنبل عن عبد العزيز الدراوردي؟ فقال: كان معروفاً بالحديث والطلب، وإذا حدّث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس أوهم، وكان يقرأ على الناس من كتبهم فكان يخطئ، وربما قلب حديث عبد الله العمرى يرويه عن عبيد الله بن عمر، قيل له: لعل قد رواها عبيد الله؟ قال: عبيد الله كان أثبت من ذلك، وإذا قرأ في كتبه كان صحيحاً" (٢).

ذكر الإمام أحمد في هذه الرواية صحة حديث الدراوردي إذا روى من كتابه، وأنه معروف بطلب الحديث، وذكر وجهين آخرين يدخل الضعف في حديثه منهما، وهما: تحديثه من كتب الناس، وأن أحاديثه عن عبيد الله بن عمر مقلوبة.

وأما يتعلق بما حدّث به الدراوردي من حفظه فقال أبو داود: "سمعت أحمد ذكر الدراوردي فقال: كتابه أصح من حفظه" (٣).

وعن أحمد قال: "كان الدراوردي إذا حدّث من حفظه يهم، ليس هو


(١) الإصابة في تمييز الصحابة ٢/ ٤٩٦، وانظر: الضعفاء للعقيلي ٣/ ١٠٦٠، الاستيعاب ٣/ ١٢٤٤، العلل المتناهية ٢/ ٦٠٩ - ٦١٠، تعجيل المنفعة ص ١٩٢.
(٢) المعرفة والتاريخ ١/ ٤٢٩، والجرح والتعديل ٥/ ٣٩٥.
(٣) سؤالات أبي داود للإمام أحمد بن حنبل ٢٢١ رقم ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>