للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الرابع: القلب]

وهو من أنواع الخطأ في الحديث، ويقال للحديث الذي وقع فيه هذا النوع من الخطأ المقلوب، اسم مفعول من القلب. وعرّفه الحافظ ابن حجر بأنه إبدال من يُعرف بروايةٍ بغيره، فيدخل فيه إبدال راوٍ أو أكثر من راوٍ حتى الإسناد كله (١). وهذا التعريف يصدق على القلب في السند، أما القلب في المتن فعرفه ابن الجزري بأنه هو الذي يكون على وجه فينقلب بعض لفظه على الراوي فيتغير معناه وربما انعكس (٢).

وهذا النوع من الخطأ قد وقع فيه الثقات فضلاً عن الضعفاء، والفرق بين الفئتين أن الثقات إذا نبّهوا على الخطأ تنبّهوا فرجعوا إلى الصواب، وأما الضعفاء فلا يدركون الصواب من الخطأ لغفلتهم وعدم تيقظهم. قال الحميدي: «فان قال فما الغفلة التي ترد بها حديثُ الرَّجل الرِّضى الذي لا يُعرف بِكذِبٍ؟ قلتُ: هو أن يكون في كتابه غلطٌ، فيُقال له في ذلك، فيَترك ما في كتابه ويُحدِّث بما قالوا ويُغيّره بقولهم في كتابه، لا يَعرف فرقَ ما بين ذلك … أو يصحّف تصحيفاً فاحشاً يقلِّب المعنى لا يعقل ذلك فيُكفّ

عنه». (٣)

وأنواع الخطأ في القلب التي سوف أذكر نماذجها في هذا المطلب هي:

إبدال صحابي بآخر

إبدال راوٍ بآخر

إبدال إسناد بآخر

القلب في المتن


(١) النكت على كتاب ابن الصلاح (٢/ ٨٦٤).
(٢) ذكره السخاوي عنه (فتح المغيث ١/ ٣٢٨).
(٣) الكفاية في علم الرواية (ص ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>