للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرام]. قلت: وهذا منكر؟ قال: نعم، عن عطاء خلاف هذا" (١).

ففسر معنى المنكر بأنه ما روي مخالفاً للمعروف عن الراوي.

٢. المنكر بمعنى الحديث الفرد الذي ليس له متابع، ومن ذلك:

قال عبد الله: "سألت أبي ـ رحمه الله ـ ما الذي يعتمد عليه في مواقيت الصلاة من الأحاديث التي جاءت؟ وأي حديث عندك أقوى؟ والحديث الذي روى ابن المبارك، عن الحسين بن علي، عن وهب بن كيسان، عن جابر، ما ترى فيه، وكيف حال الحسين؟ فقال أبي: أما الحسين فهو أخو أبي جعفر محمد بن علي، وحديثه الذي روى في المواقيت حديث ليس بمنكر، لأنه قد وافقه على بعض صفاته غيرُه" (٢).

حديث جابر الذي أشار إليه في المواقيت رواه النسائي (٣)، والترمذي (٤)، وأحمد (٥)، وابن حبان (٦) كلهم من طريق عبد الله بن المبارك بهذا الإسناد: "أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل فقال: قم فصله، فصلى الظهر حين زالت الشمسُ … " وراويه الحسين بن علي هو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي (٧).

والشاهد فيه أن الإمام أحمد قال: حديثه هذا ليس بمنكر لأنه قد وافقه على بعض صفاته غيره (٨)، ومفهوم هذا أن الحديث الذي لم يتابع عليه مثلُ هذا


(١) تهذيب التهذيب ١/ ٣١٧. وابن أبي الصفيراء هو إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء، وهو صدوق كثير الوهم تقريب التهذيب ٤٦٩.
(٢) مسائل الإمام أحمد ـ برواية عبد الله ١/ ١٧٤ رقم ٢٢١.
(٣) سنن النسائي ١/ ٢٦٣ ح ٥٢٥.
(٤) الجامع ١/ ٢٨١ ح ١٥٠.
(٥) المسند ٢٢/ ٤٠٨ ح ١٤٥٣٨.
(٦) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ٤/ ٣٣٥ ح ١٤٧٢.
(٧) ويقال له: حسين الأصغر. وثقه النسائي، وقال ابن حجر: صدوق مقل، توفي سنة ستين تقريباً ـ أي بعد المئة تهذيب الكمال ٦/ ٣٩٦، تقريب التهذيب ١٣٤٢.
(٨) وافقه عليه: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير المكي كلهم عن جابر بن عبد الله نحو حديث وهب بن كيسان عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قاله الترمذي "الجامع، الموضع نفسه".

<<  <  ج: ص:  >  >>