للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب السادس: الإدراج]

وهذا أيضاً من أنواع الأخطاء الواقعة في أحاديث الرواة الثقات، والإدراج مصدر أدرج، وهو إدخال الشيء في الشيء وضمّه إياه (١)، والحديث الذي وقع فيه الإدراج يسمى المُدرج، اسم مفعول من أدرج.

والحديث المُدرج هو ما كان فيه زيادة ليست منه في الإسناد أو المتن (٢). فهو نوعان: مدرج في المتن، ومدرج في الإسناد، ولكل نوع منهما أقسام.

فالمدرج في المتن هو أن يُدرج الراوي في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئاً من كلام غيره مع

إيهام كونه من كلامه (٣)، وقد يكون ذلك في أول المتن أو في وسطه أو في آخره وهو الأكثر.

وكما يكون الإدراج في المرفوع، فقد يكون في الموقوف على الصحابي بإلحاق التابعي فمن بعده، أو في المقطوع بإلحاق تابعي التابعي فمن بعده (٤).

وأما مدرج الإسناد فأغلب أقسامه (٥) تعود إلى نوع من القلب، وهو إدخال حديث أو جزء منه في آخر. وهذا النوع من أنواع العلل الغامضة التي لا يطلع عليها إلا النقادُ الجهابذةُ العارفون بمراتب الرواة ومداخل الخطأ في الروايات، وكثيراً ما يغفل عنه من لا يستنير بكلامهم عند الحكم على الأحاديث، فيصحح ما قد أدركوا علته وكشفوها، وما ذلك إلا لقلة معرفة هؤلاء وعدم إتيانهم


(١) انظر: تاج العروس (٢/ ٣٩ - ٤١) مادة درج.
(٢) انظر: الفصل للوصل المدرج (١/ ٢٣).
(٣) النكت على كتاب ابن الصلاح (٢/ ٨١١).
(٤) فتح المغيث (١/ ٢٨٢).
(٥) انظرها في «النكت على كتاب ابن الصلاح» ٢/ ٨٣٢ - ٨٣٧، وفي مقدمة «الفصل للوصل المدرج» ١/ ٢٥ - ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>