للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثال آخر:

قال الأثرم: «قيل لأبي عبد الله: روى شبابة، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه: بايعنا النبي -صلى الله عليه وسلم- … فأنكره وقال: إنما هذا حديث طارق، ما سمعت هذا من حديث قتادة ولا من حديث شعبة». (١)

فأنكره لأنه لا يُروى من حديث شعبة، ولا من حديث قتادة، وكل منهما كان كثيرا الحديث والتلاميذ.

٢. المخالفة لرواية الأوثق أو الأكثر عدداً

وهذا أيضاً قد مرّ ذكر أمثلته عن الإمام أحمد في مطلبين (٢)، وبمعرفته يتوصل إلى معرفة كثير من الأخطاء الواقعة في أحاديث الثقات التي ظاهرها الصحة، ولا يمكن الوصول إلى معرفة المخالفة إلا بجمع الطرق، ولذلك اشتهرت مقولتهم أن الباب إذا لم يجمع طرقُه لم يُعلم خطؤه.

والمخالفة ذات الوجهين قرينة قوية لكشف القلب الذي من نوع إبدال حديث بآخر. وقد تقدمت بعض أمثلة ذلك، ومنها أيضاً:

قال الأثرم: «سمعت أبا عبد الله وذكر شبابة فقلت له: روى عن شعبة، عن بُكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي في الدُّبّاء، فقال: وهذا إنما روى شعبة بهذا الإسناد حديثَ الحجّ». (٣)

فالنهي عن الانتباذ في الدباء والمزفّت صحيح ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن


(١) الضعفاء للعقيلي (٢/ ٥٧٧).
(٢) انظرهما في ص ٧٣٠، ٧٤٠.
(٣) الضعفاء للعقيلي (٢/ ٥٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>