للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب السادس: موقف الإمام أحمد من تفرد الراوي الموصوف بسوء الحفظ.

تقدم في مبحث إعلال الحديث بسوء الحفظ الملازم للراوي أن منهج الإمام أحمد في الرواة الموصوفين بسوء الحفظ أنه إذا انفرد واحد منهم بحديث ولم يتابع عليه لم يحتج به، وأن الحال في ترك الاحتجاج قد تختلف من راوٍ إلى آخر، وأشد ما يكون إذا زاد في الإسناد أو نقص أو غير الإسناد، أو جاء بما يتغير فيه المعنى (١).

ومن أمثلة إعلاله الأحاديث بتفرد بعض رواتها الموصوفين بسوء الحفظ ما يلي:

الحديث الأول:

قال أبو داود: "سمعت أحمد سُئل عن يحيى بن يمان، فقال: كان يغلط، ثم ذكر حديث سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى في الطواف فاُتي بنبيذ. فقال: هذا منكر".

هذا الحديث أخرجه النسائي (٢)، وابن أبي شيبة (٣)، والطحاوي (٤)، والدارقطني (٥)، والطبراني (٦)، البيهقي (٧) كلهم من طرق عن يحيى بن يمان، عن الثوري به. ولفظه كما ورد عند النسائي: عطش النبي صلى الله عليه وسلم حول الكعبة، فاستسقى فأُتي بنبيذ من السِّقاية فشمّه فقطّب فقال: "عليّ بذَنوب من زمزم" فصب


(١) شرح علل الترمذي ١/ ٤١٦، وانظر: ص ٢٦٣.
(٢) السنن ٨/ ٣٢٥ ح ٥٧١٩، السنن الكبرى ٣/ ٢٣٧ ح ٥٢٠٢.
(٣) المصنف ٥/ ٧٩ ح ٢٣٨٦٨، ٣/ ٣٢٣ ح ١٤٦٢٩.
(٤) شرح معاني الآثار ٤/ ٢١٩.
(٥) السنن ٤/ ٢٦٣.
(٦) المعجم الكبير ١٧/ ٢٤٣ ح ٦٧٥.
(٧) السنن الكبرى ٨/ ٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>