للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذكر أن أحاديثه عن أبي إسحاق صحاح، وهذا مع ضعفه البين، وما ذلك إلا لأنه ضبط حديث أبي إسحاق، فضعفه لم يؤثر في روايته عنه، والله أعلم.

ومن أمثلة ذلك أيضاً: يحيى بن سُليم الطائفي في روايته عن عبد الله بن عثمان بن خثيم.

قال الإمام أحمد في يحيى بن سُليم: "كذا وكذا، والله إن حديثه يعني فيه شيء وكأنه لم يحمده" (١). وقوله في الراوي: كذا وكذا عبارة تليين (٢).

وقال في رواية أبي داود: "يحيى بن سُليم مضطرب الحديث" (٣).

وقال في رواية المرُّوذي: "كان يُكثر الخطأ" (٤).

ومع ذلك فقد روى عبد الله عنه أنه قال: "كان قد أتقن حديث ابن خُثيم، كانت عنده في كتاب، فقلنا له أعطِنا كتابك، فقال: أعطوني مصحفاً رهناً. قلنا: مِن أَين لنا مصحفٌ ونحن غُرباء" (٥).

فهذا يفيد أنه في حالة رواية يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم يخرج عن الأصل الذي هو إعلال ما تفرد به من حديثه لسوء حفظه وكثرة خطئه.

[الحالة الرابعة: أن يكون في الحديث قصة ويذكرها الراوي في سياقه لروايته.]

ذكر هذا الضابط الحافظ ابن حجر عن الإمام أحمد أنه قال: "إذا كان في


(١) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ٢/ ٤٨٠ رقم ٣١٥٠.
(٢) انظر: تعليق د. وصي الله عباس على العلل ومعرفة الرجال ـ برواية المروذي وغيره ص ٦١.
(٣) سؤالات أبي دواد للإمام أحمد ص ٢٣٦.
(٤) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية المروذي وغيره ص ١٤٢ رقم ٢٥٢.
(٥) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ٢/ ٤٨٠ رقم ٣١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>