للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢. ومن القرائن التي تعود إلى حال المروي أن لا يكون للحديث أصل من حديث أي راوٍ ممن ذكر في الإسناد، ولا يعرف الحديث إلا من طريق من لا يحتمل تفرده. فمن ذلك:

قال المروذي: "وسئل عن حديث ابن المبارك، عن مالك بن أنس، عن ابن المنكدر، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من جلس إلى قَينة صُبَّ في أُذنه الآنُك (١) يومَ القيامة" وقيل له: رواه رجل بحلَب وحسَّنوا الثناء عليه فقال: هذا باطل" (٢).

الحديث أخرجه ابن حزم (٣) من طريق أحمد بن الغمر بن أبي حماد بحمص، ويزيد بن عبد الصمد، نا عبيد بن هشام الحلبي ـ هو أبو نعيم ـ نا عبد الله بن المبارك، عن مالك بن أنس، عن محمد بن المنكدر، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جلس إلى قينة فسمع منها صَبَّ الله في أذنيْه الآنك يوم القيامة". وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق محمد بن إبراهيم أبي بكر الصوري عن أبي نعيم الحلبي به ولفظه: [من استمع إلى قينة … ]، ومن طريق سعيد بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو نعيم به ولفظه: [من قعد إلى قينة … ] (٤) وأخرجه الدارقطني في غرائب مالك على ما ذكره الحافظ ابن حجر في اللسان وفي التهذيب (٥).

وهذا الحديث آفته أنه غير معروف ولا أصل له من حديث ابن المبارك،

ولا من حديث مالك، ولا من حديث ابن المنكدر. قال الحافظ ابن حجر نقلاً عن


(١) على وزن أفعُل أو فاعُل، وهو الرصاص الأبيض، وقيل الأسود، وقيل هو الخالص منه النهاية في غريب الحديث ١/ ٧٧.
(٢) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية المروذي وغيره ص ١٤٣ رقم ٢٥٥، ورواه الخلال عن المروذي. انظر: المنتخب من علل الخلال برقم ٤٢. وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/ ٧٨٦.
(٣) المحلى ٩/ ٥٧.
(٤) تاريخ دمشق ٥١/ ٢٦٣ ح ١٠٨٨٣، ١٠٨٨٤ في ترجمة محمد بن إبراهيم أبي بكر الصوري.
(٥) لسان الميزان ٥/ ٣٤٩، تهذيب التهذيب ٧/ ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>