للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن مكانه" وهذا اللفظ رواه الثوري في حديثه، وكذلك أبو عوانة، ووقع أيضاً عند بعض من رواه عن هشيم منهم أحمد بن منيع (١)، وأبو الربيع (٢)، وأبو بكر ابن أبي شيبة (٣). ولم يذكر ذلك الإمام أحمد كما تقدم، وكذلك زياد بن أيوب (٤)، ومحمد الدولابي (٥) كلهم عن هشيم. فنصّ الإمام أحمد على أن هذه الكلمة لم يسمعها هشيم من يعلى، ومن القرائن المؤيدة لذلك كون بعض من روى الحديث عن هشيم لم يذكرها، وكأنه أخذها عن الحاضرين الذين ذكرهم الإمام أحمد أنهم ربما قالوا له: [فلما قضى صلاته يحرف]، وهذا من دقائق العلل نبه عليه الإمام أحمد رحمه الله.

الوجه الخامس: تنصيص الإمام على عدم سماع المدلِّس من شيخه إلا أحاديث معينة.

وذلك بأن ينص الإمام على أن أحاديث معينة هي المسموعة للراوي المدلِّس من شيخه، فيحكم على ما زاد عنها بأنها مدلَّسة. ومن ذلك:

١. أحاديث هشيم عن الزهري: قال أبو طالب: "قال أبو عبد الله: ما صحّ من سماع هشيم عن الزهري أربعة أحاديث يقول: حدثنا الزهري، الحديث الطويل حديث الرجم (٦)، وحديث صفية، وحديث المجادلة (٧)، وحديث ابن عمر: [ما استيسر من الهدي] (٨)، وما كان غير ذلك يقول: لا أدري من سفيان بن حسين


(١) حديثه عند الترمذي ١/ ٤٢٥ ح ٢١٩.
(٢) حديثه عند البيهقي السنن الكبرى ٢/ ٣٠١.
(٣) مصنف ابن أبي شيبة ٢/ ٧٥ ح ٦٦٤٢.
(٤) وحديثه عند النسائي السنن ٢/ ١١٢ ح ٨٥٧، وابن خزيمة الموضع نفسه.
(٥) وحديثه عند ابن حبان الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ٤/ ٤٣٤ ح ١٥٦٥.
(٦) انظره في: المسند ١/ ٣٢٧ ح ١٩٧، وفيه تصريح هشيم بالخبر من الزهري.
(٧) لم أقف عليهما.
(٨) انظره في تفسير الطبري ٢/ ٢١٨، وهو تفسير قوله تعالى: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة: ١٩٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>