للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرزاق وأنه محمد بن يحيى ـ وهو الذهلي (١). وهو صاحب الزهري الذي ورد في سؤال المرّوذي.

وقال أبو حاتم في الحكم على هذا الحديث من رواية عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه: هذا حديث باطل لا أصل له (٢).

٦. من القرائن التي تعود إلى حال المروي أن يكون المتن أصله كلامُ غير النبي صلى الله عليه وسلم ـ صحابيٍّ أو غيرِه ـ فيضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم عمداً أو خطأً، فتعلُّ بذلك الرواية المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بما ثبت عن الصحابي أو غيره، وهذا بشرط أن لا يكون للحديث أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه صحيح، وذلك بأن ينفي الحديث حافظ جهبذ مثلاً، أو يكون الكلام معروفاً عند الحفاظ من كلام غير النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن أمثلة ما روي عن الإمام أحمد من هذا النوع:

قال مهنَّا: "سألتُ أبا عبد الله: أتعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل فقال: لا أعرفه، إنما هذا عن منصور، عن مجاهد، عن عمر" (٣).

قال الإمام أحمد في هذا الحديث: لا أعرفه، وهذا يعتمد في نفي الحديث كما قال الحافظ ابن حجر: "إذا قال الحافظ المطلع الناقد في حديث: لا أعرفه اعتمد ذلك في نفيه" (٤). وقال الإمام أحمد: "كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث" (٥). فالمعروف في متن هذا الحديث عند الإمام أحمد ما ذكره


(١) انظر: الإمام في معرفة أحاديث الأحكام ٣/ ١٧٧، وتلخيص الحبير ١/ ١٤٦.
(٢) علل ابن أبي حاتم ١/ ٤٦.
(٣) المنتخب من العلل للخلال ٨٤ رقم ٢٦.
(٤) تدريب الراوي ١/ ٢٩٦ - ٢٩٧.
(٥) طبقات الحنابلة ص ٢٢٠ في ترجمة محمد بن رافع، طبعة مكتبة شبكة المشكاة الإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>