للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لحديثه. وكذلك اعتبر قِدمَ السَّماع، حيث قال: أيوب أقدم، فقدّمه على مالك من أجل ذلك، وكذلك عبيد الله، قدّمه أيضاً لقدم سماعه، حيث إنه قد أدرك سالم بن عبد الله بن عمر، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. واعتبر التثبت أيضاً، وهو الإتقان وقلة الخطأ، حيث قال: إن مالكاً لثبت، ومقتضى هذا الوصف أن يقدمه على أيوب لكنه توقف عن ذلك لجلالة أيوب.

ويظهر أن كلام الإمام أحمد في الترتيب بين أصحاب نافع كان قاصراً على هؤلاء الرواة الثلاثة الذين هم أثبت أصحابه وأرواهم عنه، ولم يقسم معظم أصحاب نافع كما فعل ذلك ابن المديني، والنسائي بعده (١)

مثال لما اختلف أصحاب نافع فيه من حديثه وترجيح الإمام أحمد

ومما اختلف فيه أصحاب نافع حديث ابن عمر أنه رمل من الحَجر إلى الحَجر.

قال أبو داود: «سمعت أحمد يقول: يرمل من الحَجر إلى الحَجر، قلت لأحمد: أليس أيوب يروي - أعني عن نافع - عن ابن عمر أنه مشى ما بين الركن إلى الحَجر؟ قال: بلى، ولكن يخالَف أيوب فيه، وذكر أن غيره روى أنه رمل من الحجر إلى الحجر - يعني ابن عمر». (٢)

ولم أقف على رواية أيوب؛ ورواه عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر «أنه رمل من الحجر إلى الحجر، ويقول إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعله». (٣)

ورواه مالك عن نافع، عن ابن عمر «أنه كان يمشي من الحجر الأسود إلى


(١) انظر: شرح علل الترمذي (٦١٥ - ٦١٩).
(٢) مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود (ص ١٨٠ رقم ٨٦٨).
(٣) أخرجه مسلم (٢/ ٩٢١ ح ١٢٦٢ (٢٣٤»،، وأبو داود (ح ١٨٩١)، وابن ماجه (٢/ ٩٨٣ ح ٢٩٥٠)، والطحاوي (٢/ ١٨١)، وأبو نعيم (المستخرج على صحيح مسلم ٣/ ٣٥٣ ح ٢٩١٤)، والبيهقي (السنن الكبرى ٥/ ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>