للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما حكم عليه الإمام بالنكارة لأنه لا أصل له من حديث ابن عباس، ولا من حديث عطاء، ولا من حديث ابن جريج، وإنما جاء من طريق إبراهيم ابن بيطار هذا، فحري به أن يكون منكراً. وقد قال الذهبي أيضاً: هذا خبر منكر (١).

وقد روي من وجه آخر عن عطاء، رواه معاوية بن عبيد الله كاتب المهدي، عن المهدي الخليفة، عن أبيه أبي جعفر المنصور قال: حدثني عطاء، قال: سمعت ابن عباس فذكره، أخرجه الخطيب (٢). ومعاوية بن عبيد الله قد ذكر بالخير والعبادة (٣)، ولم أر من ذكر فيه جرحاً أو تعديلاً من حيث الرواية، وكذلك المهدي والمنصور، فلا يثبت الحديث بروايتهم، ويبقى حكم الإمام أحمد على الحديث بالنكارة ثابتاً بدون معارض.

ومما أنكره الإمام أحمد بالجهالة رفع حديث عائشة برواية عبد العزيز بن النعمان عنها: [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى الختانان اغتسل] (٤)، فقال: عبد العزيز بن النعمان لا يعرف. ا. هـ (٥). وذلك أنه قد روي هذا الحديث عنها من وجوه كثيرة موقوفاً عليها (٦).


(١) الموضع نفسه.
(٢) تاريخ بغداد ١٣/ ١٩٦.
(٣) تاريخ بغداد الموضع نفسه، سير أعلام النبلاء ٧/ ٣٩٨.
(٤) أخرجه أحمد المسند ٤١/ ٣٩٧ ح ٢٤٩١٤، ٤٣/ ٧٧ ح ٢٥٩٠٢، ٤٣/ ١٥١ ح ٢٦٠٢٥، وإسحاق بن راهويه المسند ٣/ ٧٤٤ ح ١٣٥٤، والطحاوي شرح معاني الآثار ١/ ٥٥، وابن حبان الإحسان ٣/ ٤٥٣ ح ١١٧٧، وابن عبد البر التمهيد ٢٣/ ١٠٣ كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن عبد العزيز بن النعمان، عن عائشة به. ولفظ ابن حبان: [إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل].
(٥) فتح الباري لابن رجب ١/ ٣٦٩.
(٦) منها: عند مالك الموطأ ١/ ٤٥ ح ١٠٢، والطحاوي شرح معاني الآثار ١/ ٥٧ من طريق ابن المسيب، عن عمر، وعثمان، عائشة. وعند مالك الموطأ ١/ ٤٦ ح ١٠٣ من طريق أبي سلمة عنها. وعنده أيضاً الموطأ ١/ ٤٦ ح ١٠٤، وعند عبد الرزاق المصنف ١/ ٢٤٨ ح ٩٥٤ من طريق ابن المسيب في قصة سؤال أبي موسى الأشعري إياها فذكرتْه موقوفاً. ومن طريق عطاء عنها عند عبد الرزاق المصنف ١/ ٢٤٧ ح ٩٤٥، ومن طريق ميمون ابن مهران عنها عند الطحاوي شرح معاني الآثار ١/ ٦٠، ومن أوجه آخرى أيضاً يطول المقام بذكرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>