للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم أقف على هذا الحديث، ومحمد بن الجراح قد بيّن الإمام أحمد حالَه، وقال أبو حاتم: مجهول (١)، ولم أر السيوطي أشار إلى هذا الحديث عند ما ذكر الباطل من أحاديث فضائل القرآن سورة سورة، فإنه أشار إلى حديث ابن عباس، وحديث أبي أمامة الباهلي فقط (٢).

ومنهم من بُلي بمن يُوضع له الحديث في آخر عمره وهو لا يدري، ومثال ذلك ما رواه الخلال عن الأثرم قال:

قال الأثرم: "قال أبو عبد الله في الحديث الذي رواه كاتب الليث، عن نافع بن يزيد، عن زَهرة بن مَعبد، عن سعيد بن المُسيب، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله اختار لي أصحاباً" قال: ذاك عندي موضوع" (٣).

هذا الحديث أخرجه البزار (٤)، وابن حبان في المجروحين (٥)، والخطيب في تاريخه (٦). وتمام لفظ الحديث: "إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين إلا النبيين والمرسلين، واختار من أصحابي أربعة ـ يعني أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ـ وفي كل أصحابي خير، واختار أمتي على جميع الأمم فبعثني في خير قرن، ثم الثاني، ثم الثالث تترى ثم الرابع فرادى".

وجه علة الحديث:

حكم الإمام أحمد على الحديث بالوضع، ولم يبين وجه علته، وبالنظر في كلامه في رواة الحديث يظهر أن علة الحديث راجعة إلى أبي صالح عبد الله بن صالح


(١) الجرح والتعديل ٧/ ٢٢٤.
(٢) تدريب الراوي ١/ ٢٨٩ - ٢٩٠.
(٣) المنتخب من العلل للخلال ١٨٩/ ١٠٥.
(٤) كشف الأستار ٣/ ٢٨٨ ح ٢٧٦٣، وانظر: مجمع الزوائد ١٠/ ١٦.
(٥) ٢/ ٤١.
(٦) في تاريخ بغداد ٣/ ١٦٢، وفي موضح أوهام الجمع والتفريق ٢/ ٢٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>