للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تاريخ دمشق (١) والديلمي في مسند الفردوس (٢)، وابن الجوزي في الموضوعات (٣).

وصف الحديث بالبطلان وجعل المتّهمَّ به سعداً أبا حبيب ووصفه بأنه ليس حديثه بشيء، وهذه العبارة، إذا لم توجد قرينة رمي الراوي بالكذب، فإن الإمام أحمد رحمه الله يطلقها على الراوي المتروك (٤). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "يقول أهل الحديث عن بعض المحدّثين: "ليس بشيء أو عن بعض الأحاديث: "ليس بشيء" إذا لم يكن ممن ينتفع به في الرواية لظهور كذبه عمداً أو خطأ" (٥).

وقد عرّف الحافظ ابن حجر حديث من فحُش غلطه، أو كثرت غفلتُه، أو


(١) ٧/ ٢٢٧ في ترجمة إبراهيم بن معمر.
(٢) على ما ذكره المناوي في فيض القدير ٣/ ٥٢٥.
(٣) ٣/ ٨٧، وانظر اللآلي المصنوعة ٢/ ٢٩٥.
(٤) قال الإمام أحمد في سعيد بن سنان أبو مهدي الشامي: ليس بشيء العلل ومعرفة الرجال ـ برواية المروذي وغيره ص ١٥٨ رقم ٢٧٦. وقال عنه في رواية ابن أبي يحيى: ضعيف تهذيب الكمال ١٠/ ٤٩٦. وقال في صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي: ليس بشيء ضعيف الحديث العلل ومعرفة الرجال ـ برواية المروذي وغيره ص ١٢٠ رقم ٢٠٣. وقال في أبي سفيان السعدي، وهو طريف بن سفيان: ليس بشيء لا يكتب عنه العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ١/ ٥١٥ رقم ١٢٠٩. وهذا ما رمي بالكذب إنما وصف بشدة الغفلة حتى خرج عن حد الاعتبار المجروحين ١/ ٣٨١. وقال في عبد الله بن مسلم بن هرمز: ضعيف الحديث ليس بشيء العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ٢/ ١٤١ رقم ١٨٠٩، ٢/ ٣٥٠ رقم ٤١١٣. وقال عنه في رواية ابن أبي عصمة: صالح الحديث الكامل في ضعفاء الرجال ٤/ ١٤٧٥. وقال عنه ابن عدي: له أحاديث ليست كثيرة وأحاديثه بمقدار ما يرويه لا يتابع عليه. ا. هـ. ومثل هذا متروك الحديث.
ومن مجيئها بمعنى اتهام الراوي بالوضع لقرينة التصريح بذلك قوله في طلحة بن زيد: ليس بشيء يضع الحديث العلل ومعرفة الرجال ـ برواية المروذي ص ١٥٧ رقم ٢٧٥، وقال مثل ذلك في مبشر بن عبيد العلل ومعرفة الرجال ـ براوية عبد الله ٢/ ٣٨٠ رقم ٢٦٩٦. وقال في محمد بن القاسم: يكذب، أحاديثه أحاديث موضوعة، ليس بشيء المصدر نفسه ٢/ ١٧١ رقم ١٨٩٩.
(٥) مجموع الفتاوى ٢٥/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>