للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢. أطلقها على ما لم يثبت لغرابة إسناده وعدم مجيئه من وجه صحيح ومحفوظ.

قال عبد الله: "سئل عن حديث أبي الزبير عن جابر عن فاطمة بنت قيس في المستحاضة، قال: ليس بصحيح أو ليس له أصل يعني حديث جعفر بن سليمان عن ابن جريج" (١).

وفي المسائل برواية صالح:

قلتُ: "حديث فاطمة بنت أبي حبيش في المستحاضة رواه أبو الزبير، عن جابر، عن فاطمة بنت قيس في المستحاضة؟ قال أبي: ليس هذا بشيء" (٢).

أعلّه الإمام أحمد بقوله: ليس بصحيح أو ليس له أصل، وأوضحت رواية صالح وجه علة الحديث، وهو أن الحديث حديث فاطمة بنت أبي حبيش، فرواه جعفر بن سليمان الضبعي من حديث فاطمة بنت قيس (٣)، وقال أحمد عن هذه


(١) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ٣/ ٥٢ رقم ٤١٢٢.
(٢) مسائل الإمام أحمد ـ برواية ابنه صالح ٢/ ٩٠/٦٤١.
(٣) أخرج هذه الرواية أبو العباس السراج في مسنده عن وهب بن بقية الواسطي عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، عن فاطمة بنت قيس قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المستحاضة فقال: "تقعد أيام أقرائها ثم تغتسل وتصلى عند كل طهر تم تحتشي وتصلي" ذكره ابن دقيق العيد في الإمام ٣/ ٣٣٠.
ورواه ابن عدي من طريق الحسن بن عمر عن جعفر بن سليمان به. وقال: وهذا الحديث لم يحدث به عن ابن جريج بهذا الإسناد غير جعفر بن سليمان، ويقال إنه أخطأ فيه، أراد به إسناداً آخر عن ابن جريج، لعله يروه عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فلعل جعفر أراد هذا الحديث فأخطأ عليه فقال: عن أبي الزبير عن جابر الكامل في ضعفاء الرجال ٢/ ٥٧٠ - ٥٧١.
وأخرجه الدارقطني في السنن ١/ ٢١٩ وقال: تفرد به جعفر بن سليمان، ولا يصح عن ابن جريج عن أبي الزبير، وهم فيه، وإنما هي فاطمة بنت أبي حبيش. ا. هـ. ورواه البيهقي في السنن الكبرى ١/ ٣٥٥ من طريق الدارقطني. ورواه من طريق أبي بكر أحمد بن إسحاق الضبعي أيضاً وذكر عنه أنه قال: جعفر بن سليمان فيه نظر، ولا يعرف هذا الحديث لابن جريج، ولا لأبي الزبير من وجه غير هذا. ا. هـ.
وقال أبو حاتم لما سئل عن هذا الحديث: ليس يشيء علل ابن أبي حاتم ١/ ٥٠ ح ١٢٠.
وأما جعفر بن سليمان الضبعي فأجمع ما رأيت فيه من الأقوال قول الذهبي: صدوق صالح ثقة مشهور، ضعفه يحيى القطان وغيره، فيه تشيع وله ما يُنكر المغني في الضعفاء ١/ ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>