للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يعود، فقال: ليس هذا بشيء، قد رواه وكيع عن ابن ليلى، فيكون مثل هذا عن الحكم ولا يرويه الناس عن الحكم! (١).

هذا الحديث قد سبق وأن أشار إليه الإمام أحمد في كلامه على يزيد بن أبي زياد المتقدم، وقال: روى وكيع عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عيسى ابن أبي ليلى، والحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء فذكره، وقد رواه من هذا الوجه أبو داود (٢)، وابن أبي شيبة (٣)، وأبو يعلى (٤)، والطحاوي (٥)، وذكره البخاري تعليقاً في "جزء رفع اليدين" (٦).

وجه إعلال الإمام أحمد للحديث:

أعله الإمام أحمد بسوء حفظ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال ابن أبي ليلى سيء الحفظ (٧). وبيّن خطأه من وجهين:

الأول: ذكر الإمام أحمد أن محمد بن عبد الله بن نمير قد رأى كتاب محمد


(١) الضعفاء للعقيلي ٤/ ١٢٥٦.
(٢) السنن ١/ ٤٧٩ ح ٧٥٢. لكن وقع عنده: عن عيسى عن الحكم، وكذلك في تحفة الأشراف ٢/ ٢٩ ح ١٧٨٦. وذكر ابن التركماني أن أبا داود رواه من جهة عيسى والحكم الجوهر النقي بهامش السنن الكبرى ٢/ ٧٧، فلعل ذلك من اختلاف نسخ الكتاب. وقد ذكر البيهقي أن الحديث قد رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، ورواه أيضاً عن الحكم، عن ابن أبي ليلى انظر: السنن الكبرى ٢/ ٧٧. فقد يكون هذا الاختلاف راجعاً إلى اختلاف نسخ السنن، وإلا فاجتماع رواية أحمد، وابن أبي شيبة، وأبي يعلى، والطحاوي يقضي بخطأ ما في نسخة سنن أبي داود. ومن أجل هذا لما ذكر المزي الحكم بن عتيبة في شيوخ عيسى بن أبي ليلى قال: إن كان محفوظاً تهذيب الكمال ٢٢/ ٦٣٠، و ٧/ ١١٦.
(٣) المصنف ١/ ٢١٣ ح ٢٤٤٠.
(٤) مسند أبي يعلى ٢/ ٢٩٠ ح ١٦٨٥.
(٥) شرح معاني الآثار ١/ ٢٩٤.
(٦) رفع اليدين في الصلاة ص ٨٩ ح ٧٧.
(٧) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ١/ ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>