للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشمس لم تحبس على بشر إلا ليُوشع لياليَ سار إلى بيت المقدس". وقد أعله الإمام أحمد في هذه الرواية عن الفضل بن زياد بأنه من رواية أبي بكر بن عياش عن هشام بن حسان، وهو من صغار شيوخه وروايته عنهم فيها اضطراب.

وجه إعلال الإمام أحمد للحديث:

والذي يظهر أن ذلك راجع إلى تفرد أبي بكر بن عياش برواية الحديث من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة بهذا اللفظ الذي تضمن ذكر يوشع بن نون، فالحديث قد روي من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة بغير هذا اللفظ. أخرجه الشيخان من هذا الوجه بلفظ: "غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعْني رجل ملك بُضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يَبنِ بها، ولا أحدٌ بنى بيوتاً لم يرفع سقوفها، ولا آخر اشترى غنماً أو خَلِفات وهو ينتظر وِلادَها، فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريباً من ذلك فقال للشمس: إنكِ مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحُبست حتى فتح الله عليهم … " (١).

وروي أيضاً من حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة؛ رواه النسائي (٢)، وأبو عوانة (٣)، وابن أبي عاصم (٤) وابن حبان (٥) كلهم من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه عن قتاة، عن سعيد به بمثل لفظ حديث همام بن منبه. فليس في الروايتين تسمية النبي الذي حبست له الشمس، وإنما ورد هذا من


(١) صحيح البخاري مع فتح الباري ٦/ ٢٢٠ برقم ٣١٢٤، صحيح مسلم ٣/ ١٣٦٦ رقم ١٧٤٧.
(٢) السنن الكبرى ٥/ ٢٧٧ رقم ٨٨٧٨.
(٣) مستخرج أبي عوانة على صحيح مسلم ٤/ ٢٢٧ رقم ٦٦٠٥.
(٤) الجهاد برقم ١١.
(٥) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ١١/ ١٣٥ رقم ٤٨٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>