للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاجة، فخرج إلى الصحراء، فلما رأتْ ذلك امرأتُه قامتْ إلى الرّحى فوضعتها، وإلى التَّنُّور فسجرتْه، ثم قالت: اللهم ارزقنا، فنظرت فإذا الجفنة قد امتلأت، وذهبت إلى التنور فوجدته مُمتلئاً، فلما جاء الزوج قال: أصبتُم بعدي شيئاً؟ قالت امرأتُه: نعم، من ربِّنا. قال: قام إلى الرحى فرفعها فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال: "أما إنه لو لم يرفعها لم تزل إلى يوم القيامة". قال: ما أدري أيش هذا، أبو بكر يضطرب عن هؤلاء (١).

هذا الحديث أخرجه أحمد (٢) عن الأسود بن عامر عن أبي بكر بن عياش به، وأخرجه البزار (٣)، والطبراني (٤)، والعقيلي (٥)، والبيهقي (٦) كلهم من طرق عن أحمد ين يونس، عن أبي بكر بن عياش به.

قال البزار: لا نعلم رواه عن هشام إلا أبو بكر بن عياش. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن سيرين إلا هشام بن حسّان، ولا عن هشام بن حسان إلا أبو بكر بن عياش، تفرد به: أحمد بن يونس. ا. هـ.

وجه إعلال الإمام أحمد للحديث:

أعله الإمام أحمد بقوله: ما أدري أيش هذا، أبو بكر يضطرب عن هؤلاء. ا. هـ. هذا يدل على عدم قبوله للحديث لتفرد أبي بكر بروايته عن شيخ يضطرب في حديثه، وهو هشام بن حسّان. وقد وافق الإمام أحمد على إنكار هذا


(١) المنتخب من علل الخلال ص ١٨٢.
(٢) المسند ١٦/ ٣٨٤ رقم ١٠٦٥٨.
(٣) كشف الأستار ٤/ ٢٦٧ رقم ٣٦٨٧.
(٤) المعجم الأوسط ٥/ ٣٧٠ رقم ٥٥٨٨.
(٥) كتاب الضعفاء ٢/ ٥٦٨.
(٦) شعب الإيمان ٢/ ١١٦ رقم ١٣٣٩، وفي دلائل النبوة ٦/ ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>