للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أعله من حديث أبي إسحاق بالاختلاط:

قال أبو داود: قلت لأحمد: كُدير الضبي له صحبة؟ فقال: لا، قلت: زهير يقول: إنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أو إن أعرابياًّ أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، أعني في حديث زهير، عن أبي إسحاق، عن كدير الضبي؟ فقال: زهير سمع من أبي إسحاق بأخرة (١).

هذا الحديث سيأتي في مسئلة ما يقدح في ثبوت الصحية، وسيأتي هناك أن رواية زهير عن أبي إسحاق، عن كُدير الضبي أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابي فقال: [يا رسول الله، ألا تحدّثني عما يُقربّني من الجنة ويُباعدني من النار؟ قال: "تقول العدلَ، وتُعطي الفضلَ" … ] الحديث. أخرجه أبو القاسم البغوي (٢)، وعنه ابن قانع (٣). وظاهر هذه الرواية أن لكُدير الضبي وفادةً على النبي صلى الله عليه وسلم فتَثبُتُ له صحبة، وأنكر الإمام أحمد أن تكون له صحبة، لأن الرواية التي تفيد ذلك جاءت من طريق زهير بن معاوية الجعفي، عن أبي إسحاق، وسماعه من أبي إسحاق كان بأخرة، فرد الرواية من أجل هذا.

وقد روى الحديث القدماء من أصحاب أبي إسحاق مخالفاً لرواية زهير، فروى شعبة عن أبي إسحاق، سمعت كدير الضبي منذ خمسين سنة قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعرابي فذكر الحديث. أخرجه أبو داود الطيالسي (٤). وهذه الرواية لا تقتضي أن لكدير الضبي صحبةً. وتابع شعبةَ الثوري، والأعمش، ومعمر، وفطر ابن خليفة، وإسرائيل، وزيد بن أبي أنيسة كلهم عن أبي إسحاق كما سيأتي. ومخالفة زهير لهؤلاء ليست من أجل عدم ضبطه لحديث أبي إسحاق فإنه كان ثقة ثبتاً متقناً،


(١) مسائل الإمام أحمد ـ برواية أبي داود ٤١٠/ ١٩٢٥.
(٢) معجم الصحابة ٥/ ١٦٤.
(٣) معجم الصحابة ٢/ ٣٨٤.
(٤) مسند أبي داود الطيالسي ١٩٤/ ٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>