للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زمانة (١) فكان يقرب عهده بالكتاب، فقل ما كان يخطئ" (٢).

وذكر في رواية أبي داود بعض من سمع منه بأخرة.

قال أبو داود: "سمعت أحمد قال: همام يضبط ضبطاً جيداً. سمعت أحمد يقول سماع من سمع من همام بآخرة هو أصح، وذلك أنه أصابته مثل الزمانة فكان يحدثهم من كتابه، فسماع عفان، وحبان، وبهز أجود من سماع عبد الرحمن، لأنه كان يحدثهم يعني لعبد الرحمن ـ أي أيامهم ـ من حفظٍ. سمعت أحمد قال: قال عفان: ثنا همام يوماً بحديث، فقيل له فيه، فدخل فنظر في كتابه فقال: ألا أراني أخطئ وأنا لا أدري، فكان بعد يتعاهد كتابه" (٣).

وقد أخرج الجماعة لهمام من حديث عفان وحبان بن هلال عنه، وأخرج له مسلم فقط دون البخاري من حديث عبد الرحمن بن مهدي عنه (٤).

وقد وافق الإمام أحمد على مثل هذا التفصيل في حديث همام بعض الحفاظ، فقال يزيد بن زريع: همام حفظه ردئ وكتابه صالح (٥).

وسئل أبو حاتم عن همام وأبان العطار من يقدم منهما؟ قال: همام أحب إليّ ما حدث من كتابه، وإذا حدث من حفظه فهما متقاربان في الحفظ والغلط (٦). فأشارا إلى أنه إذا حدث من كتابه فهو أوثق منه إذا حدث من حفظه.


(١) الزمانة العاهة، يقال: زمِن يزمَن زَمَناً وزُمنة وزَمانة لسان العرب، مادة: "ز م ن" ١٣/ ١٩٩.
(٢) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ١/ ٣٥٧ رقم ٦٨٢ - ٦٨٣.
(٣) سؤالات أبي دواد للإمام أحمد ١/ ٣٣٥ - ٣٣٦.
(٤) انظر: تهذيب الكمال ٣٠/ ٣٠٣، ٣٠٤.
(٥) الجرح والتعديل ٩/ ١٠٨.
(٦) الجرح والتعديل ٩/ ١٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>