للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثال آخر:

قال عبد الله: حدثني أبي: قال حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "توضئوا مما غيرت النار". حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: قرأت في كتاب معمر، عن الزهري، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن خارجة، عن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء مما غيرت النار (١).

هذا الحديث لم يحكم فيه الإمام أحمد بشيء، وإنما أشار إلى الاختلاف على معمر بين عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي البصري، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، حيث رواه عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن خارجة بدون واسطة، ورواه عبد الرزاق من أصل كتاب معمر، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن خارجة. وبعد تتبع طرق الحديث ظهر أن عبد الأعلى قد وافقه أهل البصرة عن معمر، فرواه يزيد بن زريع (٢)، وإسماعيل بن علية (٣) كلاهما عن معمر بمثل رواية عبد الأعلى ليس فيه عبد الملك بن أبي بكر.

وأما عبد الرزاق فنص الإمام أحمد على أن روايته للحديث من كتاب معمر، ومعلوم أن كتب معمر لم تكن معه في البصرة وإنما حدث بها من حظفه فرواية هي المرجحة على رواية أهل البصرة. ثم إن أصحاب الزهري رووا الحديث عن الزهري بمثل رواية عبد الرزاق عن معمر؛ فرواه عقيل بن خالد (٤)،


(١) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ٣/ ٢٨٨ رقم ٥٢٨١ - ٥٢٨٢. وحديث عبد الأعلى عند أحمد في المسند ٣٥/ ٥١٢ ح ٢١٦٥٥، وحديث عبد الرزاق عنده أيضاً المسند ٣٥/ ٥٠٧ ح ٢١٦٤٧.
(٢) وحديثه عند الطبراني في المعجم الكبير ٥/ ١٢٩ ح ٤٨٣٩.
(٣) وحديثه عند ابن أبي شيبة في مصنفه ١/ ٥٤ ح ٥٥٣.
(٤) وحديثه عند مسلم ١/ ٢٧٢ ح ٣٥١، وأحمد المسند ٣٥/ ٥٠٤ ح ٢١٦٤٢، والطحاوي شرح معاني الآثار ١/ ٦٢، والطبراني المعجم الكبير ٥/ ١٢٨ ح ٤٨٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>