للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالبصرة. قال علي بن المديني: الحسن لم يسمع من ابن عباس، ما رآه قط، كان الحسن بالمدينة أيام كان ابن عباس بالبصرة (١).

وأحياناً تكون قرينة عدم إمكان اللقاء راجعة إلى اختلاف البلدان بين الراوي ومن روى عنه. قال ابن رجب: "ومما يستدل به أحمد وغيره من الأئمة على عدم السماع والاتصال أن يروي عن شيخ من غير أهل بلده، لم يعلم أنه دخل إلى بلده، ولا أن الشيخ قدم إلى بلد كان الراوي عنه فيه. نقل مهنّا عن أحمد قال: لم يسمع زُرارة بن أوفى من تميم الداري، تميم بالشام وزُرارة بصري" (٢).

وتميم الداري كان بالمدينة وتحول إلى الشام بعد قتل عثمان (٣)، ولم يُعلم أن زرارة دخل الشام (٤)، وهو بصري وحديثه عند أهل البصرة، ولم يذكر المزي من الرواة عنه من أهل المدينة أو الشام أو الكوفة أحداً (٥).

وذكر البخاري إسناد الحديث الذي رواه زرارة عن تميم الداري (٦) بسماعه منه (٧). وأما الإمام أحمد فيرى عدم ثبوت ما ورد من التصريح بالسماع لهذا القرينة التي ذكرها.


(١) المصدر نفسه ٩٧، وانظر: العلل لعلي بن المديني ص ٥١. وأما قول الحسن: خطبنا
ابن عباس فهو على المجاز أي خطب أهل البصرة، قاله أبو حاتم تحفة التحصيل ص ٦٩.
(٢) شرح علل الترمذي ٢/ ٥٩٢.
(٣) الطبقات الكبرى ٧/ ٤٠٨.
(٤) لم يذكره ابن عساكر فيمن دخل الشام من الأعلام.
(٥) تهذيب الكمال ٩/ ٣٤٠.
(٦) وهو حديث: "أول ما يُحاسب به العبدُ يوم القيامة الصلاة"، المسند ٢٨/ ١٦٩٥١، ١٦٩٥٤. وليس له في المسند غيره.
(٧) التاريخ الكبير ٣/ ٤٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>