للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: يا رسول الله! دُلَّني على عملٍ يُدخلني الجنة. قال: "تقول العدلَ، وتُعطي الفضْلَ". قال: يا رسول الله! فإن لم أستطع؟ قال: "فهل لك من إبِل"؟ قال: نعم. قال: "فاعهَدْ إلى بعير من إبلك وسِقاء فانظر إلى أهل بيتٍ لا يَشربون الماء إلا غِباًّ فإنه لا يَعطُب بعيرُك ولا يَنحَر سِقاؤك حتى تجب لك الجنة" (١).

ومع ذلك لم يُثبت الإمام أحمد صحبة كدير الضَّبي لوجود قادح يقدح في صحة هذه الرواية، وهذا القادح هو سماع زهير من أبي إسحاق بآخرة، وكان أبو إسحاق قد تغير. قال الميموني: "قلت لأبي عبد الله: من أكبر في أبي إسحاق؟ قال: ما أحد في نفسي أكبر من شعبة فيه، ثم الثوري. قال: وشعبة أقدم سماعاً من سفيان. قلت: وكان أبو إسحاق قد تأخر؟ قال: إي والله! هؤلاء الصغار، زهير وإسماعيل يزيدون في الإسناد وفي الكلام" (٢).

ويشهد لصحة هذه العلة أن شعبة والأعمش قد رويا الحديث عن أبي إسحاق، عن كُدير الضبي: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال … فذكراه (٣) وتابعهما فطر بن خليفة (٤)، ومعمر (٥)، وإسرائيل بن يونس


(١) أخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة ٥/ ١٦٤، وعنه ابن قانع معجم الصحابة ٢/ ٧٨٤ من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن زهير به. وتابعه النفيلي عبد الله بن محمد ابن نفيل عند ابن أبي عاصم الآحاد والمثاني ٥/ ٢٠٠.
(٢) شرح علل الحديث لابن رجب ٢/ ٧١٠.
(٣) حديث شعبة رواه أبو داود الطيالسي في مسنده ص ١٩٤ رقم ٣٦١، ومن طريقه ابن أبي عاصم الآحاد والمثاني ٥/ ٢٠٠، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ٥/ ٢٤١٢. ورواه ابن أبي عاصم من طريق غندر عن شعبة الآحاد والمثاني ٥/ ١٩٩.
وحديث الأعمش رواه ابن خزيمة في صحيحه ٤/ ١٢٥ ح ٢٥٠٣. قال ابن خزيمة: ولست أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من كُدير. ا. هـ وقد ورد التصريح بذلك في حديث شعبة.
(٤) حديثه عند هناد بن السري في الزهد ١/ ٢٤٩، ٢/ ٥١٥.
(٥) كما في جامعه ص ٤٥٦، ومن طريقه رواه الطبراني في المعجم الكبير ١٩/ ٤٨٧، والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>