للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قيل إن هذا الحديث انقلب إسناده على يحيى بن يمان واختلط عليه بحديث الذي رواه عن الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب بن أبي وداعة: [طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم حار فاستسقى فأتي بإناء من نبيذ فلما رفعه إلى فيه قطب فتركه فقال الرجل: يا رسول الله هذا شراب أهل مكة أحرام هو؟ فسكت ثم أتاه الثانية فقطب فنحاه فقال له الرجل مثل ذلك فدعا بذنوب أو دلو من ماء فصبه عليه ثم سقى الذي يليه والذي عن يمينه ثم قال: "هكذا اصنعوا به إذا غلبكم". هكذا رواه أبو حذيفة عن الثوري (١). وقال ابن عدي: وقال الأشجعي وغيره، عن سفيان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب: "أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بنبيذ" (٢)، هكذا قال البخاري أيضاً (٣). فعاد الحديث إلى حديث الكلبي، وهو مشهور بأنه متروك الحديث.

وأما حديث الثوري، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود الذي انقلب على ابن يمان فلفظه أن أبا مسعود كان يمسح على الجوربين (٤)، هذا ما ذهب إليه الدارقطني (٥)، أي فانقلب على يحيى بن يمان، ودخل عليه إسناد هذا الحديث في حديث الكلبي، عن أبي صالح، عن المطلب.

أما أبو جاتم فذكر أن الحديث الذي سقط على ابن يمان هو ما رواه الثوري،


(١) أخرجه البيهقي السنن الكبرى ٨/ ٣٠٤.
(٢) الكامل في ضعفاء الرجال الموضع نفسه.
(٣) التاريخ الكبير ٣/ ١٥٣.
(٤) رواه عبد الرزاق، عن الثوري، عن منصور، عن خالد بن سعد، كان أبو مسعود يمسح على جوربين له من شعر ونعليه مصنف عبد الرزاق ١/ ١٩٩ ح ٧٧٤. وكذلك رواه وكيع عن الثوري عند ابن أبي شيبة المصنف ١/ ١٧١ ح ١٩٧٢. ورواه شعبة عن منصور به أيضاً السنن الكبرى للبيهقي ١/ ٢٨٥.
(٥) علل الدارقطني ٦/ ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>