للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن النماذج التي ذكرها الإمام أحمد لأخطاء الحفاظ من هذا النوع:

قال أبو داود: «سمعت أحمد ذَكر حديث عُثام بن علي، عن الأعمش، عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام من الليل صلّى ركعتين، ثم استاك»؟ فقال: الحديث حديث حُصين - يعين حصين بن عبد الرحمن، عن حبيب، عن محمد بن علي، عن ابن عباس. قلت: ممن هو - أعني: الوهم؟ قال: من الأعمش». (١)

حديث عُثام بن علي أخرجه النسائي (٢)، وابن ماجه (٣)، واحمد (٤)، وأبو يعلى (٥)، والحاكم (٦) من طرق عنه، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي من الليل ركعتين ثم ينصرف فيستاك».

وأعل الإمام أحمد هذا الحديث بأن الأعمش قد وهِم فيه على حبيب بن أبي ثابت، وأن الصواب ما رواه حبيب، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس، ولفظه: «أنه بات عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستيقظ من الليل فأخذ سواكَه، فاستاك به، ثم توضأ وهو يقول: {إنَّ في خَلقِ السَّمَواتِ والأرضِ} [آل عمران: ١٩٠] حتى قرأ هذه الآيات، وانتهى عند آخر السورة، ثم صلّى ركعتين فأطال فيهما القيام والرُّكوع والسُّجود، ثم انصرف حتى سمعتُ نفخَ النوم، ثم استيقظ فاستاك وتوضأ، وهو يقول: حتى فعل ذلك ثلاث مراتٍ، ثم أوتر بثلاث،


(١) مسائل الإمام أحمد برواية أبي داود (ص ٤٠٩ رقم ١٩٢٣).
(٢) السنن الكبرى (١/ ١٦٣ ح ٤٠٥؛ ١/ ٤٢٤ ح ١٣٤٣).
(٣) السنن (١/ ١٠٦ ح ٢٨٨).
(٤) المسند (٣/ ٣٧٢ ح ١٨٨١).
(٥) مسند أبي يعلى (٤/ ٣٦٧ ح ٢٤٨٥).
(٦) المستدرك (١/ ١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>