للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علقمة: هل كان ابن مسعود شهِد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلةَ الجِنّ؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلةَ الجن؟ قال: لا،

ولكنّا كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ ليلةٍ ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشِّعاب، فقلنا: استُطير أو اغتِيل. قال: فبتنا بشر ليلةٍ بات بها قومٌ، فلما أصبحْنَا إذا هو جاء من قِبَل حِراءَ، قال: فقلنا يا رسول الله، فقدناك فطلبناك فلم نجدك، فبِتنا بشر ليلة بات بها قومٌ فقال: آتاني داعي الجنّ فذهبت معه فقرأتُ عليهم القرآنَ قال: فانطلق بنا فأرانا آثارَهم وآثارَ نيرانهم. وسألوه الزاد فقال: لكم كل عَظمٍ ذُكر اسمُ الله عليه يقع في أيديكم أوفرَ ما يكون لحماً، وكل بَعرَةٍ عَلَفٌ لدوابِّكم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا تستنجوا بهما، فإنهما طعام إخوانكم». (١)

وهكذا رواه علي بن عاصم (٢)، وأبو داود الطيالسي، عن وُهيب بن خالد، ويزيد بن زريع (٣)، وتابعه نصر بن علي عن يزيد بن زريع (٤)، وكذلك زياد بن أيوب، وعمرو بن زرارة عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة (٥). فذكورا الحديث سياقة واحدة. وبعض هذا المتن ليس هو عند الشعبي عن علقمة إنما كان يرويه الشعبي


(١) أخرجه مسلم (صحيح مسلم ١/ ٣٣٢ ح ٤٥٠ (١٥٠»، وابن خزيمة (١/ ٤٤ - ٤٥ ح ٨٨)، وابن حبان (الإحسان ١٤/ ٤٦١ ح ٦٥٢٧)، والبيهقي (١/ ١٠٨) كلهم من طريق عبد الأعلى.
(٢) أخرجه الخطيب (الفصل للوصل المدرج ١/ ٦٢١).
(٣) مسند الطيالسي (٣٧ ح ٢٨١).
(٤) أخرجه البزار (البحر الزخار ٥/ ٢٥ ح ١٩٥٤).
(٥) أخرج رواية زياد ابن خزيمة (صحيح ابن خزيمة ١/ ٤٤ ح ٨٢)، لكن يحتمل أن يكون حمل ابن خزيمة لفظ ابن أبي زائدة على لفظ عبد الأعلى فإنه قرنهما في الرواية. وأخرج رواية عمرو بن زرارة ابن حبان (الإحسان ٤/ ٢٨٠ ح ١٤٣٢). وزياد بن أيوب ثقة حافظ (تقريب التهذيب ٢٠٦٧)، وعمرو بن زرارة ثقة ثبت (تقريب التهذيب ٥٠٦٧). وخالفهما أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، فذكر ابن حبنل رواية ابن أبي زائدة بالتفصيل، وذكر ابن منيع رواية بالاقتصار على الجزء الأول من الحديث كما سيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>