للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللجمع بين قول الباحث القائل بأن "النظّام" هو منشأ القول بالمجاز وبين قول الشريف الرضي الرافضي القائل بأن "الجاحظ" هو منشأ القول بالمجاز، ذلك بأن الجاحظ تلمذ للنظّام فلعله نقله عنه وبذلك يلتئم قول الشريف الرضي مع قول الباحث.

يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: " … فإن تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز إنما اشتهر في المائة الرابعة وظهرت أوائله في المائة الثالثة وما علمته موجودًا في المائة الثانية" (١).

ويقول رحمه الله أيضًا: " .... وإنما هذا اصطلاح حادث والغالب أنه كان من جهة المعتزلة ونحوهم من المتكلمين … " (٢).

وقال ابن القيم رحمه الله: وإذا علم أن تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز ليس تقسيمًا شرعيًا ولا عقليًا ولا لغويًا فهو اصطلاح محض وهو اصطلاح حدث بعد القرون الثلاثة المفضلة بالنص وكان منشؤه من جهة المعتزلة والجهمية ومن سلك طريقهم من المتكلمين (٣).

وكلام ابن القيم، وكلام شيخه - شيخ الإسلام- كأنما خرج من مشكاة واحدة.

ثالثًا: هل في القرآن مجاز؟

لقد اختلف العلماء هل في القران مجاز؟

وفي مسألة وقوع المجاز في القرآن الكريم خلافٌ مشهور، والأصل أن الكلام باق على حقيقته، ولا يُصرف عن الحقيقة إلى المجاز إلا بقرينة صارفة، وعليه فإن الأصل في ألفاظ الكتاب والسنة حملها على حقائقها.


(١) مجموع الفتاوى، لابن تيمية: (٧/ ٨٩).
(٢) الإيمان، لابن تيمية: (ص: ٧٣).
(٣) مختص الصواعق المرسلة، لابن القيم: (٢/ ٥).

<<  <   >  >>