ومما يجدر الإشارة إليه والتنبيه عليه أنه لا ينبغي أن يُخلط بين إجلال أولي العلم وتوقيرهم وبين قبول كل ما يصدر عنهم حقًّا كان أم باطلًا. فاستفادة طالب العلم المتبصر الحاذق في العقيدة من مصنفات السيوطي لا بأس بها، لما حوته وضمته من علوم شتى نافعة، فهو عالم متبحر في علوم شتى وله مصنفات كثيرة لا يستغني عنها طالب علم، أما في جانب العقيدة فيجب الحذر كل الحذر من أشعريته، فهو مع أشعريته عنده من العلم ما يُنتفع به، ولو هُجرت كتبه وكتب مَن هم مثله لهجر وترك علم جمّ ولهجر ميراث علمي كبير، الأمة في حاجة إليه، والقول الوسط في ذلك أنه يُنتفع بعلمه وعلم أمثاله مع التحذير من الجانب العقدي الذي كانوا عليه. والذي ينبغي التوجيه إليه هو أن يستفاد من كتب هؤلاء العلماء في جانب الفقه والأصول والتفسير وما شابه ذلك، أما في الجانب العقدي فيرجع إلى أئمة أهل السنة والجماعة الذين عُرِفوا باتباع السلف عقيدة ومنهاجًا. … ومنهج أهل السنة منهج وسطي لا إفراط فيه ولا تفريط ولا غلو ولا تنطع، وإليك أيها القارئ الكريم كلام بعض أهل العلم وفتاواهم في هذا الجانب. سؤال وجه إلى الإمام العلامة شيخنا ابن باز رحمه الله بشأن تفسير الجلالين فقال: «تفسير مفيد وفيه بعض الأخطاء في الصفات … لكنه مفيد وقلّ كتاب إلَّا وقد يكون فيه بعض الأخطاء». اهـ. (نور على الدرب شريط: ٨٠٠) وسئل العلامة شيخنا صالح الفوزان حفظه الله: ما رأيكم في «تفسير الجلالين»؟ فأجاب: «تفسير الجلالين» تفسير مختصر ألفه الحافظان: الحافظ المحلي والحافظ السيوطي، وكل منهما يلقب بجلال الدين، لذلك سمي بالجلالين، أي: تفسير جلال الدين المحلي، وتفسير جلال الدين السيوطي؛ لأن جلال الدين المحلي توفي قبل إكماله فأكمله السيوطي. وهو تفسير مختصر جدًّا يسهل على طالب العلم أو المبتدئ قراءته أو حفظه، لكن من المعلوم أن كلا المُفسّرين على عقيدة الأشاعرة وهما يؤولان آيات الصفات كما هو مذهب الأشاعرة، ومن هذه الناحية يجب الحذر في الاعتماد على تفسيرهما في آيات الصفات «. اهـ. «المنتقى من الفتاوى». وقال شيخنا العلَّامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله: «تفسير الجلالين لطالب العلم جيد؛ لأنه في الحقيقة زبدة، وكما تعلم أنه يتمشى في مسألة الصفات على مذهب الأشاعرة، فلا يوثق به بل يرد قوله في ذلك، لكن في غير ذلك جيد جدًّا من حيث=