للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم ماذا؟ قال: «حج مبرورٌ» (١).

وفي معنى الحج المبرور يقول القرطبي: «فقيل: الذي لا يخالطه شيء من المأثم، وقيل: المتقبَّل، وقيل: الذي لا رياء فيه ولا سُمْعَة» (٢).

ويقول البغوي: «الحج المبرور قيل: هو الذي لا يخالطه شيء من المأثم، والبيع المبرور: الذي لا خيانة فيه ولا شبهة» (٣).

والبر عمومًا: هو حُسن الخُلق.

والبر في الحج يُطلق على معانٍ عدة:

- منها: الإحسان إلى عموم الناس

- ومنها: فعل الطاعات وسائر القربات

- ومنها: ألا يأتي فيه معصيةَ اللهِ تعالى، ولا يعقبه بمعصية.

ولا شك أن ترك المأثم من أَجَلِّ الأخلاق وأرفعها؛ لأن الحج فيه تربية للنفس على تهذيب الأخلاق وتعويدها وترويضها على تحمل الأذى والمكاره وبذل الندى والمعروف والإحسان إلى الخلق مع الصبر على ذلك كله ابتغاء رضوان الله تعالى، وتعلم الشجاعة ونزع الضعف والكسل والدعة والإحجام عن أداء الواجبات من تلك النفس، وتنمية أخلاق الصابرين فيها، وغرس خلق الإيثار والبذل والكرم والجود والعطاء والسخاء وحب الخير للغير؛ ولذلك يقول -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» (٤).


(١) البخاري (١٤٢٢).
(٢) المفهم (١١/ ١٥).
(٣) شرح السنة (٧/ ٦).
(٤) البخاري (١٥٢١)، ومسلم (١٣٥٠) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ.

<<  <   >  >>