للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: ١٥].

فيجب على الأبناء بر الوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما طاعة تامة في المعروف أما إذا أمرا بمعصية فإنه لا طاعة لبشر في معصية الله تعالى كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا طاعة لبشر في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف» (١).

فلا يمنع كفرهما من برهما والإحسان إليهما تقربًا لله تعالى ورحمة بهما وأداءً لحقهما.

سابعًا: بر الوالدين سبب في رضا الرب سبحانه:

- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد» (٢).

- وجاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبوي يبكيان فقال: «ارجع عليهما؛ فأضحكهما كما أبكيتهما» (٣).

ثامنًا: بر الوالدين من أسباب سعة الرزق والبركة في العمر:

ومن ثمار بر الوالدين البركة في العمر والسعة في الرزق:

- فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من سرَّه أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَه» (٤).

تاسعًا: بر الوالدين لا ينقطع بموتهما:

لبركة برّ الوالدين ومكانته فإنه لا ينقطع بموتهما، وهذا من سعة رحمة الله بعباده ليتم لهم بر والديهم أحياءً وأمواتًا ويداوموا عليه ويلزموه، والله تعالى حثّ الأبناء ورغبهم وأمرهم بالإقرار والاعتراف بحق الوالدين وإحسانهما فأمرهم بالترحم عليهما مذكرًا لهم بتربيتهم والإحسان لهم صغارًا فقال سبحانه: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: ٢٤].


(١) البخاري (١٣/ ٢٠٣)، ومسلم (٦/ ١٥)، وأبو داود (٢٦٢٥)، والنسائي (٢ (١٨٧)، والطيالسي (١٠٩)، وأحمد (١/ ٩٤).
(٢) صحيح الترغيب للألباني (٢٥٠١).
(٣) صحيح أبي داود للألباني (٢٥٢٨).
(٤) رواه البخاري في كتاب الأدب، في باب: من بسط له في رزقه بصلة الرحم (جـ ٥) (٥٦٣٩).

<<  <   >  >>