للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ: «فاعلم أن الشرك ينقسم ثلاثة أقسام بالنسبة إلى أنواع التوحيد، وكل منها قد يكون أكبر وأصغر مطلقًا، وقد يكون أكبر بالنسبة إلى ما هو أصغر منه، ويكون أصغر بالنسبة إلى ما هو أكبر منه» (١).

[الثاني: الشرك الأصغر]

تعريفه:

قال ابن سعدي: «هو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسّل بها إلى الشرك كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة، كالحلف بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك» (٢).

وقال الشيخ عبد العزيز السلمان: «هو كلّ وسيلة وذريعة يتطرّق بها إلى الشرك الأكبر» (٣).

الثالث: الشرك الخفي

تعريفه:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح الدجال عندي؟» قال: قلنا: بلى، قال: «الشرك الخفي؛ أن يقوم الرجل يعمل لمكان رجل» (٤).

والشرك الخفي قد يكون أكبر، كما يكون أصغر كذلك، وذلك حسب البواعث الداعية عليه، و بحسب الاسترسال معه والمضي فيه.

وإن المعني في بحثنا هو الشرك الأكبر لخطره وما يترتب عليه من أحكام وأمور عظام، وهو المقصود من موعظة لقمان لولده؛ لأنه مخرج من الملة، وإنْ كان النهي عامًّا يشمل الشرك بنوعيه الأصغر والأكبر.


(١) تيسير العزيز الحميد (ص ٤٣).
(٢) القول السديد (١٥).
(٣) الكواشف الجلية (٣٢١).
(٤) أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٣٠)، وابن ماجه في الزهد، باب: الرياء بالسمعة (٤٢٠٤)، والبيهقي في الشعب (٥/ ٣٣٤)، وصححه الحاكم في المستدرك (٤/ ٣٢٩)، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (٣٠).

<<  <   >  >>