للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو أصول الأحكام أو غيرهما من ضروب المعارف التي أحاط بها ابن جرير، وجمع فيها مادة لم تجتمع لكثير من غيره من كبار علماء عصره (١).

ولذا ترى الطبري يضع قواعد وأصول للتفسير والتأويل، ويحذِّر من تناول التفسير بالرأي المجرد، ويورد من الأدلة الدالة على تحريمه، وهذا هو منهجه الذي سلكه في تفسيره، كما سيأتي ذكر كلامه هذا بطوله حين الكلام عن منهجه في التفسير.

وقد أثار المنهج الذي اعتمده الطبري في تفسيره خلافًا بين العلماء في تصنيفه بين المفسرين بالمأثور أم بالمعقول، وحاول بعضهم التدليل على أنّ تفسير الطبري إنّما هو في الحقيقة جمع بين الاثنين، وأنه لا تناقض بينهما (٢).

ثالثًا: زمن تأليفه

وكان الطبري يحدّث نفسه منذ صباه بكتابة هذا التفسير، وقد رُوي أنه كان يستخير الله تعالى قبل أن يشرع في كتابته بثلاثة أعوام (٣) ثم ظل يمليه مدة سبع سنين من عام (٢٨٣ هـ) وحتى عام (٢٩٠ هـ)، ثمَّ قُرئ عليه سنة (٣٠٦ هـ).

رابعًا: مقصده من تأليفه

ولقد أوضح الطبري أن مقصوده من تفسير القرآن الكريم هو تبيين الوجوه المحتملة للآيات (٤)، واستقصاء هذه الوجوه فقال (٥): "إذ كان الذي قصدنا له في كتابنا هذا البيان عن وجوه تأويل آي القرآن دون وجوه قراءتها".


(١) يُنظر: كلمة (الناشر) أ. محمد محمود الحلبي: الطبعة الثالثة، تفسير الطبري: (١/ ٤).
(٢) الدريني فتحي: دراسات و بحوث في الفكر الإسلامي المعاصر ج ١ ص ١٤٥.
(٣) ياقوت الحموي: معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) جـ ٦، صـ ٢٤٥٣،
(٤) محمد بن جرير الطبري ومنهجه في تفسير القرآن الكريم وكتابة التاريخ، الدكتور عباس توفيق، صـ ٦٢
(٥) تفسير الطبري، تفسير سورة الفاتحة، الآية: ٤

<<  <   >  >>