للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وختامًا:

فإن مما يجب أن تُربَى عليه الأجيالُ المسلمة، وتُنشأ عليه الناشئة، هو منهج أهل السنة والجماعة، واتباع منهج السلف الصالح عقيدة ومنهاجًا، شريعة وأخلاقًا، ولا شك أن الوصية باتباع سبيل المنيبين في قوله تعالى: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} [لقمان: ١٥] ضمن عموم وصايا لقمان التربوية فيه دلالة على وجوب العناية بهذا المنهج الأصيل ووضعه في أوليات مناهج التربية السديدة للأجيال المسلمة على مرّ العصور والأزمان.

وفي هذا كفاية. والحمد لله رب العالمين.

رابعًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والترغيب في الصبر على ذلك

قال تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: ١٧].

أولاً: مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

[أ- المعروف في اللغة]

- قال ابن منظور: «المعروف: الجود، وقيل: اسم لما تبذله وتسديه.

- قال الزجاج: المعروف ما يستحسن من الأفعال» (١).

والمعروف مأخوذ من المعرفة، وهي في أصل اللغة العربية: اسم لما يعرفه القلب ويطمئن إليه، وتسكن إليه النفس، قال الله تعالى: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: ١٥]، والمعروف ضد المنكر، والعرف ضد النكر، والعارِفُ والعَروفُ الصبور، ويطلق المعروف على الوجه لأن الإنسان يعرف به، كما يطلق على الجود وقيل: هو اسم ما تبذله وتسديه (٢).


(١) لسان العرب (جـ ٤) (ص ٢٨٩٩ - ٢٩٠٠).
(٢) الجوهري، الصحاح (٤/ ١٤٠١)، وابن منظور، لسان العرب (٩/ ٢٣٦ - ٢٤٣)، والفيروز آبادي، القاموس المحيط (٣/ ١٧٣)، وإبراهيم أنيس ورفاقه، المعجم الوسيط (ص ٥٩٥).

<<  <   >  >>