للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتكلموا بشيء من ذلك، وإذا سمعه السامع منهم كان معدودًا عنده من الرطانة .. » (١).

ومع هذا فإن من أقوال المفسرين لها ما هو معقول وقريب ولا عيب فيه إلا عدم الدليل، ومنها ما يفقد الدليل مع البعد والغرابة، والشطط والتكلف (٢).

وهذه الأمور من الأهمية بمكان، فكان لا بد من التنبيه عليها قبل ذكر أقوال العلماء فيها مقتضبة.

[أقوال أهل العلم في الحروف المقطعة]

ولقد اختلف العلماء اختلافًا كبيرًا في الحروف المقطعة التي جاءت في أوائل بعض السور، حيث يرى بعضهم أن علمها عند الله، ويرى بعضهم أن فيها وجهًا من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم، وذكر بعضهم أنها قَسَمٌ، كما جاء عن الأخفش الأوسط الذي علل كونها قسمًا بقوله: إنما أقسم الله بهذه الحروف لشرفها وفضلها، لأنها مباني كتبه المنزلة، ومبادئ أسمائه الحسنى وصفاته العليا وأصول كلام العرب، بها يتعارفون ويذكرون الله تعالى ويوحدونه (٣).

ورغم تعدد أقوال المفسرين في تفسير هذه الحروف المفتتح بها أوائل السور؛ إلا أن هناك محلًّا متفقًا عليه بين أهل العلم في هذه الحروف، وهو أن أهل الإسلام أجمعوا على أن لهذه الحروف معنى، وأنها ذُكِرت لحكمة.


(١) الشوكاني، فتح القدير (١/ ٣٠).
(٢) د/ فهد بن عبد الرحمن الرومي- وجوه التحدي والإعجاز في الحروف المقطعة في أوائل السور مجلة البحوث الإسلامية-العدد الخمسون (من ذي الحجة إلى صفر)، (إصدارها كل ثلاثة أشهر) (١٤١٧ - ١٤١٨ هـ) - (ص ١٤٧ - ١٤٨) بتصرف يسير.
(٣) السيوطي: الإتقان (٢/ ١١).
وللاستزادة، ينظر: البغوي: معالم التنزيل (١/ ٤٤)، ابن قتيبة: تأويل مشكل القرآن (٢٣١)، الرازي: مفاتيح الغيب أو (التفسير الكبير) (٢/ ٧)، البيضاوي: أنوار التنزيل وأسرار التأويل (١/ ١٣)، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن (١١/ ١٦٦)، ابن كثير: تفسير القرآن العظيم.

<<  <   >  >>