للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبحانه تعظيمًا وإجلالًا وتكبيرًا، وشكر الوالدين إنما هو شكر يليق بهما كذلك من برهما والإحسان إليهما رحمة بهما وإشفاقًا وتوقيرًا، فشكر الله تعالى مغاير لشكر الوالدين، ولكن جاء الاقتران بينهما بيانًا لعظم حق الوالدين، وقد تكرر ذلك في غير ما موضع من كتاب الله تعالى.

والحق ما قاله السخاوي: وهذا خلف من القول.

الموضع الثاني: قوله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} [لقمان: ٢٣].

قَالَ أَبو مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: ٤٥٦ هـ): «سورة لقمان، وجميعها محكم غير آية واحدة وهي قوله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} [لقمان: ٢٣]» (١).

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: ٤١٠ هـ): «سورة لقمان نزلت بمكّة وفيها من المنسوخ آية واحدة وهي قوله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} [لقمان: ٢٣]، نسخ معناها لا لفظها بآية السّيف والباقي محكم» (٢).

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الجَوْزِيِّ (ت: ٥٩٧ هـ): «باب: ذكر ما ادّعي عليه النّسخ في سورة لقمان قوله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} [لقمان: ٢٣]، ذهب بعض المفسّرين إلى أنّ هذا منسوخٌ بآية السّيف، وقال بعضهم: نسخ معناها لا لفظها بآية السّيف، وهذا ليس بشيءٍ؛ لأنّها إنّما تضمّنت التّسلية له عن الحزن، وذلك لا ينافي القتال» (٣).

رابعًا: ترتيبها بين السور المفتتحة بحروف الهجاء المقطعة:

والسور المفتتحة بحروف الهجاء المقطعة في القرآن الكريم على النحو التالي:

[جاءت الحروف المقطعة في فاتحة تسع وعشرين سورة وتسمى فواتح السور، وهي]

١ - {الم (١)}: البقرة، آل عمران، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة.


(١) الناسخ والمنسوخ لابن حزم (٥٠).
(٢) الناسخ والمنسوخ لابن سلامة (١٤٣).
(٣) نواسخ القرآن (٤٢٦).

<<  <   >  >>