للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ظنّوا به ظنّ السوء حتى أشركوا به، ولو أحسنوا به الظنّ لوحّدوه حقّ توحيده» (١).

وقال أيضًا: «فالشرك ملزوم لتنقّص الربّ سبحانه، والتنقّص لازم له ضرورة، شاء المشرِك أم أبى، ولهذا اقتضى حمدُه سبحانه وكمال ربوبيته أن لا يغفره، وأن يخلّدَ صاحبَه في العذاب الأليم ويجعله أشقى البرية، فلا تجد مشركًا إلا وهو متنقّص لله سبحانه» (٢).

١١ - والشرك يفسد العقول، فالمشركون من أفسد الناس عقولاً:

وقد قال الله فيهم: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: ١٠].

تأَمّل في نبات الأَرض وانظر … إِلى آثار ما صَنع المليكُ

عيونٌ من لُجَينٍ فاتراتٌ … على أَحداقها ذهبٌ سَبِيك

على قُضُب الزَّبَرْجَدِ شاهدات … بأَنَّ الله ليس له شريكُ» (٣). اهـ.

[الوصية الثانية من وصايا لقمان لابنه في الجانب العقدي: مراقبة الله تعالى]

قال تعالى: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان: ١٦]. ويندرج تحتها مباحث؛ منها:

أولًا: مفهوم مراقبة الله تعالى لغة وشرعًا:

[أ- مفهوم المراقبة لغة]

مصدر مأخوذ من راقب يراقب مراقبة، وتدل على الانتصاب لمراعاة الشيء. والرقيب: الحافظ. وراقب الله في أمره: أي: خافه (٤).


(١) إغاثة اللهفان (١/ ٩٩).
(٢) إغاثة اللهفان (١/ ١٠١).
(٣) الأبيات لأبي نواس، وينظر: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز (١/ ٩٤٣).
(٤) ينظر: مقاييس اللغة (مادة: رقب ٢/ ٤٧)، ولسان العرب (مادة: رقب ٥/ ٢٧٩ - ٢٨٠).

<<  <   >  >>