للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتشبث بأهدابِ فسْرهم وتأويلهم؛ كما قال الزَّمَخْشَرِيُّ المعتزلي في المفصَّل» (١).

وروى أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائلِ القرآن عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: لأن أعرب آيةً أحب إليَّ من أن أحفظَ آية (٢).

وذلك لأنَّ فهمَ الإعراب يعينُ على فهمِ المعنى، والقرآن نزل للتدبرِ والعمل. فمن هذا يتبين أهمية الحاجة لبيان أهم الجوانب اللغوية في السورة الكريمة.

وقد عرض الباحث لإعراب السورة كاملة، ولكن حذرًا من خشية التطويل الممل اكتفى ببيان أهم الأوجه البلاغية في السورة الكريمة ولعل ما في الإشارة ما يغني عن العبارة.

[وقفات مع أهم الأوجه البلاغية في السورة الكريمة]

تضمنت السورة الكريمة وجوهًا من البلاغة والبيان والبديع نوجزها فيما يلي:

١ - وضع المصدر للمبالغة: {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ} [لقمان: ٣].

٢ - الإِشارة بالبعيد: {تِلْكَ آيَاتُ} [لقمان: ٢] عن القريب: (هذه) لبيان علو الرتبة ورفعة القدر والشأن.

٣ - الإِطناب بتكرار الضمير واسم الإِشارة: {وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)} [لقمان: ٤ - ٥] لزيادة الثناء عليهم والتكريم لهم، كما أن الجملة تفيد الحصر أي: هم المفلحون لا غيرهم.

٤ - الاستعارة التصريحية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان: ٦] شبّه حالهم بحال من يشتري سلعة وهو خاسر فيها، واستعار لفظ يشتري لمعنى يستبدل بطريق الاستعارة التصريحية.


(١) المفصل (ص ٣).
(٢) الإشراف في منازل الأشراف (جـ ١) (ص ٤٧٠ - ٤٦٩).

<<  <   >  >>