للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وَقَالَ مُجَاهِد: كَانَ غَلِيظَ الشَّفَتَيْنِ مشَقَّقَ الْقَدَمَيْنِ، وَكَانَ قَاضِيًا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ» (١).

- وقال السيوطي (ت: ٩١١ هـ): «وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد في «الزهد»، وابن أبي الدنيا في كتاب «المملوكين»، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال: كان لقمان عبدًا حبشيًّا نجارًا» (٢).

- وقال القرطبي (ت: ٦٧١ هـ): «وقال خالد الربعي: كان لقمان عبدًا حبشيًّا نجارًا».

ومما سبق ذكره من الروايات السابقة يتضح ويتبين لنا أنَّ من أهم وأبين وأظهر ما وُصِفَ به لقمان الحكيم عليه السلام من الصفات الخِلقية، أنه:

١ - عبد حبشي أسود.

٢ - قصير القامة.

٣ - أفطس ومجدوع الأنف.

٤ - غليظ وعظيم الشفتين.

٥ - وقد وصف بأنه ذو مشافر وأنه ذو مشفر.

٦ - وأنه مصفح ومشقق القدمين.

ولا يُشَكُ في صحة نسب تلك الصفات الخِلقية إلى لقمان مجتمعة، ومما يؤكد ذلك، أنها متناسقة ومتقاربة ومتجانسة، بل أغلبها وأعمها متطابق تمامًا كما هو الحال بين رواية الزَّمَخْشَرِيُّ المعتزلي مع إحدى روايتي ابن كثير، وليس ثَمَّ مانع من اجتماعها في إنسان يمكن وصفه بتلك الصفات الخِلقية مجتمعة.

ومما يزيد الأمر تأكيدًا، الاتفاق على تلك الصفات الخِلقية، مع اختلاف مصادرها وتنوعها وتباعدها زمانيًّا، والله ولي التوفيق، وهو سبحانه أعلم بالصواب.


(١) ابن الجوزي ٦/ ٣١٨).
(٢) السيوطي (١١/ ٦٢٥).

<<  <   >  >>