للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو هو: خطوات منظمة يتبعها الباحث في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة معينة (١).

بالنظر إلى التعريفين السابقين، نجد أن التعريف الأول فيه دَوْر، حيث عرف المنهج بما يُنهج، فإذا أردنا شرح التعريف درنا لنعرف (ينهجها) بالمنهج، وهو عيب في التعريف.

والتعريف الثاني اقتصر على منهج البحث العلمي.

لذلك وانطلاقًا من قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: ٤٨]، يمكن تعريف المنهج والمنهاج بأنه: الوسيلة والبرنامج الذي يُوصَل من خلال اتباعه إلى هدف ما (٢).

ورود كلمة "منهاج " في القرآن الكريم:

قد وردت كلمة المنهج في كتاب الله تعالى مرة واحدة، وذلك في قوله سبحانه: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} الآية [المائدة: ٤٨].

قال الطاهر بن عاشور، رحمه الله، في التحرير والتنوير: وقوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} الآية [المائدة: ٤٨]، كالتعليل للنهي، أي إذا كانت أهواؤهم في متابعة شريعتهم أو عوائدهم، فدعهم وما اعتادوه وتمسكوا بشرعكم، والشرعة والشريعة: الماء الكثير من نهر أو واد، يقال: شريعة الفرات، وسميت الديانة شريعة على التشبيه، لأن فيها شفاء النفوس وطهارتها، والعرب تشبه بالماء وأحواله كثيرًا (٣).

وإذا كان الماء وما ينبت من أثره من النبات هو من أس مقومات حياة أبدان البشر، فكذلك جعل الله تعالى الشرعة والمنهاج أس حياة قلوبهم، وبهجة أرواح نفوسهم، وإذا كان الله قد


(١) مناهج البحث العلمي: عمار بوحوش، و محمد محمود الذنيبات (ص: ١٣)، الناشر: ديوان المطبوعات الجامعية-مدينة النشر: الجزائر العاصمة: سنة النشر: ٢٠٠٠ م
(٢) يُنظر: الطريق ونظائرها في القرآن الكريم دراسة تفسيرية بيانية (ص: ٢٤ - ٢٥) -إعداد: الدكتور زكريا إبراهيم الزميلي، الأستاذ مازن رشاد الحلو- الجامعة الإسلامية - غزة- كلية أصول الدين-١٤٢٨ هـ - بحث غير منشور. بتصرف غير يسير من الباحث.
(٣) التحرير والتنوير: ابن عاشور (٦/ ٢٢٣)، بتصرف.

<<  <   >  >>