للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: قال: «والّذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثمّ آمر بالصّلاة فيؤذّن لها، ثمّ آمر رجلًا، فيؤمّ النّاس، ثمّ أخالف إلى رجال فأحرّق عليهم بيوتهم، والّذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنّه يجد عرقًا سمينًا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء» (١).

ولو لم تكن الجماعة واجبة لما همّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتحريق.

ومن سمع الأذان فلا عذر له في التخلف عن الجماعة.

- فعن ابن أم مكتوم رضي الله عنه قال: جئت رسول الله فقلت: يا رسول الله، أنا ضرير شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني، فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: «أتسمع النداء؟» قلت: نعم. قال: «ما أجد لك رخصة» (٢).

- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر» (٣).

وإن من خير ما يختم به بيان حال خير القرون مع صلاة الجماعة:

فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم -صلى الله عليه وسلم- سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما


(١) صحيح البخاري: كتاب الأذان -أبواب صلاة الجماعة والإمامة- باب: وجوب صلاة الجماعة حديث (٦٢٦).
(٢) سنن أبي داود -كتاب الصلاة- باب: في التشديد في ترك الجماعة، حديث (٤٧٠) وقال الألباني: «حسن صحيح»، ينظر: صحيح سنن أبي داود حديث (رقم: ٥٥٢).
(٣) المستدرك على الصحيحين للحاكم -ومن كتاب الإمامة- أما حديث عبد الرحمن بن مهدي - حديث (٨٤١)، وصححه الألباني في صحيح الجامع حديث (رقم ٦٣٠٠).

<<  <   >  >>