للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[لقمان: ٥] الفائزون بالمطلوب، الناجون من المرهوب» (١).

ولقد وصف سبحانه أهل النفاق في كتابه بأنهم: {يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: ٦٧].

فمن اتصف بتلك الصفات شمله وصف النفاق والفسق والعياذ بالله.

بينما وصف سبحانه أهل الإيمان في كتابه بأنهم: {يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: ٧١].

قال ابن كثير: «أي: سيرحم الله من اتصف بهذه الصفات» (٢).

فمن قام بحق هذه الشعيرة واتصف بتلك الصفات شمله الكريم برحمته.

والجزاء من جنس العمل ولا يظلم ربك أحدًا.

قال القرطبي: «فجعل -تعالى- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرقًا بين المؤمنين والمنافقين؛ فدل على أن أخص أوصاف المؤمن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (٣).

فلما عظموا أمره وأمر دينه وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، جعلهم الله أهلًا للتمكين في الأرض، فكيف لا يعلو شأنُهم وتعلو منزلتُهم ومكانتُهم وقد قاموا بهذا الواجب العظيم؟! كما قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: ٤١].


(١) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (١٤٢).
(٢) تفسير ابن كثير (٤/ ١٧٥).
(٣) الجامع لأحكام القرآن (٤/ ٤٩).

<<  <   >  >>