للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقوم التفسير الإجمالي على التزام تسلسل النص القرآني - سائرًا مع الآيات حسب ترتيبها في المصحف الشريف - والتعامل مع السورة كوحدات يتناولها المفسر ببيان معانيها إجمالًا مع إبراز مقاصدها ومراميها دون أن يؤدي البيان إلى الخروج عن سياق النص القرآني (١) مما يعني أن المفسر لا يدخل في التفاصيل الدقيقة والمباحث المتخصصة، وإنما يهتم ببيان المعنى العام باختصار.

من الآليات التي يتم توظيفها في التفسير الإجمالي والتي تمنع المفسر من الخروج عن السياق: الحفاظ على لفظ أو أكثر في العبارة التي تبين الآية أو مجموعة من الآيات بيانًا إجماليًا.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور أحمد الكومي (ت: ١٤١١ هـ)، رحمه الله:

"إذ ينطق بعبارته التى صاغها من ألفاظه يأتي- بين الفينة والفينة- بلفظ من ألفاظ القرآن، حتى يشعر السامع أنه لم يكن بعيدًا في تعبيره عن سياق القرآن، ولا مجانبًا لمجموع ألفاظه، وحتى يحقق التفسير من جانب آخر، ويكون رابطًا نفسه بنظم القرآن من جانب آخر، ويكون في الموضع الذى يجانب فيه لفظ القرآن آتيًا بلفظ أوضح عند السامعين، وأيسر في الفهم عند المخاطبين" (٢).

أما عن طريقة تناول التفسير التحليلي بإيجاز:

فالمفسر يعمد فيها إلى تناول تفسير الآيات بأسلوب تحليلي يبين فيه أسباب نزول الآيات، ويحلل المفردات فيبين ما فيها من غريب، ويعرب مشكلها، ويبرز ما فيها من نواح بلاغية، ويبين مجملها، ويذكر ما فيها من قراءات و يعزوها ويوجهها.


(١) الرومي مرجع سابق: (٨٦٢/ ٣).
(٢) الموسوعة القرآنية المتخصصة؛ المؤلف: مجموعة من الأساتذة والعلماء المتخصصين: (ص: ٢٧٨)؛ الناشر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مصر؛ عام النشر: ١٤٢٣ هـ/ ٢٠٠٢ م. ويُنظر: التفسير الإجمالي، الموسوعة الحرة.

<<  <   >  >>