قيل ليعقوبَ بن دَاوُد: لم لَا تسمع الغناءَ؟ قَالَ: يحلّ عُقدةَ حلمي. ذكر الْفضل بن الرّبيع يَوْمًا الْأمين، فَقَالَ: ينَام نومَ الظربَان، وينتبه انتباه الذِّئْب. همَّتُه بطنُه ولذتُه فُرْجَة لَا يفكرِّ فِي زَوَال نعْمَة وَلَا يروي فِي إِمْضَاء رَأْي وَلَا مكيدة، قد شمر لَهُ عبد الله عَن سَاقه، وَفَوق لَهُ أسَدًّ أسْهمه، يرميه على بُعد الدَّار بالحَتْف الفاقدِ، والإوت القاصدِ قد عبأ لَهُ المنايا على متُون الْخَيل، وناط لَهُ البلايا بأسنة الرماح وشِفار السُّيوف، ثمَّ تمثَّل بِشعر البعيث: يقارعُ أتراكَ ابنِ خاقانَ ليله ... إِلَّا أنْ يَرى الإصباحَ لَا يتلعثم فَيُصْبِح مِنْ طول الطَّرادِ وجسمه ... نحيل وأضحى فِي النَّعيم أصِمَّم فشتَّان مَا بيني وَبَين ابْن خَالد ... أميةَ فِي الرِّزق الَّذِي اللهُ يقسَّم ثمَّ قَالَ يَا أَبَا الْحَارِث: ونحْنُ نجري إِلَى غَايَة إِن قَصرنَا عَنها ذُممْنا، وَإِن اجتهدَنا فِي بُوغها انقطعْنا. وَإِنَّمَا نحنُ شعب من أصْل إِن قوي قوينا، وَإِن ضعف ضعُفْنا. إِن هَذَا الرجل قد ألْقى بِيَدِهِ إلقاءَ الأمةِ الوكعاءِ، يُشاورُ النساءَ ويعْتزم على الرُّؤْيَا، قد أمْكن أهل الخسَارة واللَّهو من سَمْعه. فهم يمنُّونهُ الْفَوْز والظَّفر ويعدونُه عُقبى الْأَيَّام. والهلاكُ أسْرع إليْه من السَّيْل إِلَى قيعان الرَّمْل. ذكر سليمانُ بن وهب أحمدَ بن أبي دَوْاد وإحسانه إِلَيْهِ حِين نكبهُ الواثقُ، فقالَ لما جَار علينَا بالنكبة الزمانُ، وجَفانا من أجْلها الإخوانُ، أنصفنا ابنُ أبي دواد مِنهم بتفضُّله، وكفانا الْحَاجة إِلَيْهِم بتفقُّدِهِ، فكأنا وإياهُ كَمَا قَالَ الحطيئة. جاورتُ أل مقلَّد فوجدْتُهم ... إِذا لَا يكادُ أخُو جوَار يُحمَدُ ايامَ مَن يُرِدِ الصَّنيعةَ يصْطِنعْ ... فِينَا وَمن يُرد الزَّهادَة يزهدُ كتب عَليّ بنُ عِيسَى بن ماهان إِلَى الرَّشيد كتابا يقولُ فِيهِ: إنَّ البرامكة زنادقةٌ، وَكَانَ لهُ فيهمْ بُعْدُ رأى فَدفع الْكتاب إِلَى جَعْفَر وَقَالَ علمي بِقَصْدِهِ إيَّاكُمْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute