للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل لامْرَأَة من كلب: مَا أحب الْأَشْيَاء من الرِّجَال إِلَى النِّسَاء: قَالَت: مَا يكثر الْأَعْدَاد، وَيزِيد فِي الْأَوْلَاد؛ حَرْبَة فِي غلاف بحقوى رجل جَاف، إِذا عافى أوهن، وَإِذا جَامع أثخن. قَالَت عَائِشَة للخنساء، إِلَى كم تبكين على صَخْر، وَإِنَّمَا هُوَ جَمْرَة فِي النَّار؟ قَالَت: ذَاك أَشد لجزعي عَلَيْهِ. جَاءَت امْرَأَة إِلَى عدي بن أَرْطَاة تستعديه على زَوجهَا، وتشكو أَنه عنين لَا يَأْتِيهَا، فَقَالَ عدي: إِنِّي لأَسْتَحي للْمَرْأَة أَن تستعدي على زَوجهَا من ٣٦٧ مثل هَذَا. فَقَالَت: وَلم لَا أَرغب فِيمَا رغبت فِيهِ أمك فَلَعَلَّ الله أَن يَرْزُقنِي ابْنا مثلك. وَقَالَت أعرابية لرجل: مَا لَك تُعْطِي وَلَا تعد؟ فَقَالَ لَهَا: مَالك وللوعد؟ قَالَت: يَنْفَسِخ بِهِ الصَّبْر، وينتشر فِيهِ الأمل، ويطيب بِذكرِهِ النَّفس، ويرجى بِهِ الْعَيْش، وتربح أَنْت بِهِ المرح بِالْوَفَاءِ. قيل لامْرَأَة: صفي لنا النَّاقة النجيبة، قَالَت: كالعقرب إِذا هَمت، وكالحية إِذا التوت، تطوي الفلاة وَمَا انطوت. صرخت أعرابية ذَات يَوْم، فَقَالَ لَهَا أَبوهَا: مَالك؟ قَالَت: لسعتني عقرب، قَالَ: أَيْن؟ قَالَت: حَيْثُ لَا يضع الراقي أَنفه. خطب أَعْرَابِي امْرَأَة وَكَانَ قَصِيرا فَاحش الْقصر، عَظِيم الْأنف جدا فَكَرِهته فَقَالَ: يَا هَذِه، قد عرفت شرفي وَأَنا مَعَ ذَلِك كريم المعاشرة، مُحْتَمل الْمَكْرُوه. فَقَالَت: صدقت مَعَ حملك هَذَا الْأنف أَرْبَعِينَ سنة.

أم أبان وَمن خطبهَا من الصَّحَابَة

كَانَت أم أبان بنت عتبَة بن ربيعَة عِنْد يزِيد بن أبي سُفْيَان فَمَاتَ عَنْهَا فَخَطَبَهَا عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام فَردته فَقيل لَهَا: أَتردينَ عَليّ بن أبي طَالب ابْن عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ، وَزوج فَاطِمَة وَأَبا الْحسن وَالْحُسَيْن، وحاله فِي الْإِسْلَام حَاله؟ قَالَت: نعم. لَا أوثر هَوَاهُ على هواي. لَيْسَ لامْرَأَته مِنْهُ إِلَّا جُلُوسه بَين شعبها الْأَرْبَع، وَهُوَ صَاحب صر من النِّسَاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>